أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن السعودية مستعدة لحوار مع الجانب الإيراني إذا كانت لدى الإيرانيين الرغبة. مبيناً أنه إذا أرادت إيران أن تمارس دور قائدة للمنطقة فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة. وكشف أن وزير الخارجية الإيراني عرض عقد اجتماع ثلاثي في الكويت، لكنه تحفَّظ، وفضَّل بحث المشكلات سوياً "دون تحميل الكويت وزر خلافاتنا". مؤكداً أن هدف وجود القوات السعودية في البحرين حفظ الأمن والاستقرار، وموضحاً أن القوات السعودية ستنسحب بمجرد عودة الهدوء والاستقرار. ورحَّب وزير الخارجية أثناء مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البريطاني وليام هيغ في جدة أمس بانطلاق الحوار الوطني الشامل بين أبناء البحرين كافة، بناءً على دعوة العاهل البحريني، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأحداث التي شهدتها، مع التنويه بمسيرة الإصلاح والتطوير الجادة القائمة فيها، ورفَضَ أي تدخل أو مغامرات خارجية في شأن البحرين، أو أية محاولات للعبث بأمن دول الخليج أو إثارة الفتن بها. وأعرب سعود الفيصل عن أمله بوقف سقوط الضحايا من المدنيين من جراء الأحداث التي تشهدها دول عربية في الوقت الحالي. مؤكداً حرص السعودية على عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، وموضحاً أن المبادرة الخليجية لا تزال قائمة برغبة من الجانب اليمني، وأن دول الخليج تسعى للاستفسار عن مدى رغبة الطرفَيْن في تنفيذ المبادرة. وحول صحة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يتلقى العلاج في السعودية حالياً، قال سعود الفيصل إن صحته جيدة بشكل عام، وإنه من المقرر أن يظهر تلفزيونياً كما أعلن في السابق. وحض الفيصل الفرقاء اللبنانيين على "التعامل بعقلانية وحكمة مع قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري". وقال إن إعلان السعودية في وقت سابق رفْع يدها عما يحدث في الساحة اللبنانية جاء لأن السعودية رأت تعقيداً للوضع بدا كأنه يناور على جعل الوساطة الخارجية مدعاة لأعمال غير مقبولة داخلياً، "والآن، وبعد صدور القرار من المحكمة الدولية، نتمنى من اللبنانيين أن يسعوا لتحقيق العدالة وتحكيم العقل، وألا تترك الحادثة إعادة عدم الاستقرار في لبنان، وخصوصاً أن الأطراف التي ترفض المحكمة كانت مؤيدةً للتعاون معها في وقت سابق، ووقَّعت على ذلك". ونفى الفيصل ما تردد عن استضافة السعودية أسرة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وقال إن عائلة ابن لادن كبيرة، ولا تقتصر على أسرة أسامة فقط، وإن البقية من أفراد تلك العائلة يعيشون مكرَّمين في بلدهم. ودعا سعود الفيصل المجتمع الدولي إلى العمل من أجل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، بغية الوصول إلى سلام يؤدي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. من جانبه أعرب وزير الخارجية البريطاني عن سعادته بزيارة السعودية، وقال: "هذه أول زيارة لي وزيراً للخارجية للمملكة، ونحن نتطلع إلى المستقبل في علاقتنا مع السعودية؛ فهي أكبر شريك تجاري، وكل من دولتَيْنا ضحية للإرهاب". وبيّن أن هناك 20 مشروعاً مشتركاً بين السعودية وبلاده بقيمة 70 بليون دولار، ويوجد 20 ألف بريطاني في السعودية، وكذلك هناك 16 ألف طالب سعودي في بريطانيا. وفي إجابة له عن سؤال حول التباين في الموقف الدولي تجاه ما يحدث في بعض الدول العربية قال: "هناك اختلاف كبير؛ فالتدخل في ليبيا كان بطلب من الجامعة العربية؛ لعمل حظر جوي. أما بالنسبة لسوريا فلا يوجد طلب لذلك، ولكن سنستمر في مجلس الأمن في المطالبة بحماية المدنيين وعدم استخدام القوة وحرية التعبير". وأكد هيغ دعم بريطانيا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي في اليمن، وأعرب عن أمله بأن يُكلَّل الحوار الوطني الذي انطلق في البحرين بالنجاح، ودعا النظام السوري إلى وقف العنف، وتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها بسرعة وحسم. وأشار هيغ إلى أن التغييرات التي يشهدها الشرق الأوسط حالياً تجعل من عملية التوصل لاتفاق سلام أمراً أكثر إلحاحاً، وأنه يجب أن يُظهر قادة دول المنطقة رغبة جدية في مفاوضات ذات مغزى، وشدّد على دعم بلاده للمبادرة العربية للسلام التي طرحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.