أصدرت اللجنة الطبية بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالطائف "شهار" تقريرها الطبي بحق قاتل طبيب الأسنان بمكةالمكرمة، الذي أكد أن الجاني "م. ع" (52 سنة) لا يعاني أمراضاً نفسية أو عصبية، وأنه مسؤول مسؤولية تامة عن تصرفاته، ومدرك لها، ويتحمل الجريمة تحملاً كاملاً؛ لأنه مدرك لعقله، ولا يوجد له ملف نفسي سابق. كما كشف تقرير البحث والتحري الجنائي أن الجاني يتمتع بخلق حسن، ومن خيرة الناس، وملازم للمسجد، ومن قارئي القرآن الكريم، وأثنى كل من يعرفه على دماثة خلقه، إلا أنه وقع خلاف حول الميراث قبل أسبوعين من الجريمة بينه وبين شقيقه؛ ما تسبب في عزلته وبُعده عن الناس، وانطوائيته التي لاحظها زملاؤه بالعمل. وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام بمكةالمكرمة قد أحالت قاتل طبيب الأسنان إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بمدينة الطائف "شهار"، وطلبت دراسة سلوكه من قِبل لجنة طبية لمدة شهر، ومن ثَمّ إصدار تقرير طبي تفصيلي عن حالته النفسية والعصبية، وذلك بعد أن صادق الجاني على أقواله بالمحكمة العامة بمكةالمكرمة، واعترف بإطلاق النار على المجني عليه من مسدسه وسط عيادته؛ فأرداه قتيلاً، كما قام الجاني بتمثيل الجريمة بالتفصيل. وقال القاتل، الذي يعمل في الكلية الصحية للبنين: "نعم قمتُ بالتوجّه إلى العيادة وأنا أحمل المسدس، وأريد قتل الطبيب الذي سبَّب لي آلاماً مبرحة، ولعب في أسناني؛ حيث عانيت أكثر من أسبوع، وشاهدت خلالها أنواع الكوابيس والهواجس المزعجة، وكنت أتردّد على العيادة أكثر من مرة، حتى جاء اليوم الموعود، ولا رادّ لقضاء الله وقدره". وأوضح الجاني أنه لم يعلم بما فعل من جريمة عندما حضر رجال الأمن إلى منزله؛ فسلّم نفسه دون مقاومة. مضيفاً بأنه فوجئ عندما علم من المحقّقين أن الطبيب توفِّي؛ فأجهش بالبكاء، مبدياً ندمه الشديد. وكان الجاني قد أعلن أنه حضر إلى العيادة بقصد خلع ضرسه؛ فحقنه الطبيب بإبرة قال إنها مؤلمة، لكن الطبيب قال: "أنت رجل، وتتحمل، وش فيك خايف؟". مضيفاً بأن هذه العبارة حزّت في نفسه؛ لأنها "تمسّ رجولته"؛ لذا قرّر الانتقام، وقتل الطبيب! ومن جانبها عملت "سبق" أن الجاني ينتظر الحكم علية شرعاً، وربما يتم تأخير تنفيذ الحكم حتى بلوغ طفلة الطبيب سن الرشد؛ حيث إن عمرها الآن عامان.