قال المستشار والباحث في الشؤون الإسلامية والاجتماعية الأستاذ سلمان بن محمد العُمري إن بيانات وزارة الداخلية المتلاحقة تؤكّد حزمها وعزمها الضرب بيد من حديد على كلّ من يريد المساس بأمن البلاد بسوء، وفي أرض الواقع يتحقق ذلك في متابعة الإرهابيين المجرمين الذين خطّطوا لتنفيذ أعمال إجرامية، وإثارة وإشاعة الفوضى عبر تنظيم يغذى من جماعات إرهابية حاقدة على الإسلام والمسلمين وعلى هذا الوطن المعطاء الذي ينشر الخير والمحبة والسلم والسلام في كل مكان. واضاف: في البيان الأخير الذي أعلنته وزارة الداخلية يمثّل نجاحات أخرى وهو امتداد للجهود والمتابعة الأمنية المستمرة في تعقّبها أنشطة الفئة الضالة واتضح من خلال متابعتها المتميزة إحباط عدد من العمليات الإرهابية والإطاحة بالخلايا المكلفة بها وما نتج عن ذلك من ضبط كميّات من المواد المتفجرة ومعملين لتجهيز الأحزمة الناسفة بمنطقة الرياض، وكمية من الأسلحة، ويجب تركيز الجهود الأمنية لإضعاف قدرات الفئة الضالة في تصنيع المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، على الرغم من أساليب التخفي والتضليل التي تنتهجها الفئة الضالة في أنشطتها الإجرامية.
وتابع قائلاً: هذه الأعمال الإجرامية الشيطانية تبرهن من جديد على أن أعداء الدين والوطن لن يريدوا خيراً لبلادنا، وأنى لهم ذلك على الرغم من اتخاذهم أساليب ووسائل متنوعة في الإفساد والإجرام. ولاشك أن هذه النجاحات الأمنية المتواصلة في هذه الأيام التي نشهد فيها الذكرى الخامسة والثمانين لليوم الوطني الذي نستذكر فيه الملحمة الوطنية الكبرى التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وسار من بعده أبناؤه البررة واضعين نصب أعينهم توطيد الأمن وترسيخه في المجتمع، ونشر الخير في ربوع البلاد. وأضاف العُمري أن نجاح الحملات الأمنية الاستباقية، وخبراتها الكبيرة في تتبّع الخلايا الإرهابية، وهو يوضّح ويؤكّد من جديد قدرة وكفاءة قطاعاتنا الأمنية وحزمها وحسمها في ضبط الأمن، وعدم التهاون والتخاذل في ذلك، وكفاءتها بالسيطرة على فلول الإرهاب، ومتابعة الفئات الضالة المسعورة ممن تريد الفساد والإفساد في وطن السلم والسلام وذلك بترويع وقتل الآمنين وتدمير الممتلكات وإحداث الفوضى في البلاد. فإلى أيّ دينٍ ينتمي هؤلاء؟! وما المدارس التي تخرّجوا منها للعبث في أمن بلادهم وقتل أهلهم؟! ومن يغذّيهم؟! وما وسائلهم وطرقهم الخبيثة؟! وإلى متى ينتهجون هذه الأساليب العدوانية الشريرية؟! وشدّد العُمري على ضرورة سرعة تنفيذ الأحكام الشرعية فيمن يثبت إجرامه وقتله للأنفس البريئة حيث تطبيق شرع الله في حق هؤلاء المجرمين سيكون رادعاً لمن تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد ومدخراته، كما أنه من الواجب تتبّع المحرضين والمتعاونين مع هذه الفئات الضالة المجرمة لأنهم الأشد خطراً على أمن الوطن. وشدّد سلمان العُمري على أن محاربة الإرهاب وعلى الرغم مما بذل وقدم إلا أن ذلك يتطلب استراتيجية شاملة وخططاً دائمة، ومواصلة البرامج المتعلقة بالأمن الفكري وترسيخه في المجتمع، ووضع برامج لمكافحة الإرهاب والتحصين ومكارم الأخلاق متنوعة تشترك فيها قطاعات الدولة وبأساليب وطرق مختلفة غير تقليدية، وأن تسهم القطاعات الشرعية والأمنية والتعليمية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والشبابية وغيرها، كلٌّ وفق اختصاصه بوضع خططها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وألا تكون الجهة بمعزل عن الأخرى. فمحاربة الفكر الإرهابي والتطرف والغلو ليست مسؤولية القطاعات الأمنية بل كل مؤسسات المجتمع تشترك وتتحمل المسؤولية في الوقاية أولاً والمجابهة لصد التيارات الفكرية الغالية، والتيارات الفكرية اللا أخلاقية التي تنشر السموم والأفكار الهدامة المخالفة للدين والأعراف المجتمعية، حيث إن الفكر المنحرف لا ينقطع، بل ويظهر مرة ويختفي أخرى، وكان لابد من التحصين المسبق له، ومنع ظهوره ما أمكن السبيل إلى ذلك، من هنا تظهر أهمية العمل على تحقيق الأمن الفكري عند أبنائنا، وهي مسؤولية يجب أن يضطلع بها كل غيور على ممتلكاتنا الغالية، وبلدنا الحبيب. وقال إن المملكة العربية السعودية اكتوت وعانت من الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية وبأشكال مختلفة، وتعدّدت أساليبه. ولا غرو أن منهج المملكة ورسالتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار بتصدّيها للإرهاب وأذنابه ومن يقف وراءه، حيث تصدّت لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والعالمي فحاربته محلياً وشجبته واستنكرته دولياً، وأثبتت للعالم أجمع حزمها وصرامتها في مواجهة العمليات الإرهابية، ورفضها الشديد للإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وحرص قادة المملكة على التأكيد على ذلك، وعدم التهاون والتساهل مع كل من يحاول المساس بالأمن ومدخرات الوطن، ومتابعة وملاحقة المتعاونين والمؤيدين للفكر الإرهابي المتطرف، ومواصلة العمل لاجتثاثه من جذوره، مسطّرين رجال أمنه ملحمة كبرى في القضاء على الإرهاب وتتبّعه في جحوره، وملاحقة خفافيشه، والقضاء على خلاياه الشرّيرة. وأكّد سلمان العُمري أن الفكر الإرهابي ليس جديداً بل قديم تغذّيه أيدي الشر والحقد على بلاد الحرمين الشريفين التي أنعم الله عليها بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى. وأنه من الواجب أن يتضاعف إحساسنا جميعاً بنعمة الأمن التي ننعم بها، وتستوجب منا جميعاً أن تتوجه بالشكر إلى الله جلّ وعلا ثم إلى ولاة الأمر الذين حكموا شرعه في جميع أمور الحياة، فأمن الناسُ، مواطنون ومقيمون على أرواحهم، وأعراضهم، وأموالهم، وممتلكاتهم.