أدت جموع غفيرة من المصلين عقب صلاة الظهر اليوم الأربعاء صلاة الميت على شهيد الواجب، الجندي سعد مشبب سعيد المقاطي العتيبي، من منسوبي القوات البرية السعودية بالحد الجنوبي، الذي استُشهد أمس الثلاثاء إثر انفجار لغم بقطاع الحرث على الحد الجنوبي. وتقدَّم المصلين إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين الشيخ محمد مزعل العتيبي وعدد من ضباط وأفراد القوات البرية بمنطقة الطائف، بتوجيه من قائد منطقة الطائف اللواء الركن فارس بن عبدالله العمري.
وقد أُديت الصلاة على الشهيد بجامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بعشيرة، ثم ووري جثمانه بمقبرة عشيرة مسقط رأس الشهيد.
ونقل المقدم خالد بن ناصر السبيعي، نيابة عن قائد منطقة الطائف اللواء الركن فارس بن عبدالله العمري، تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله –، إلى أسرة وأقارب الشهيد، سائلاً الله تعالى أن يتقبله بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. كما تولى قسم العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بقيادة منطقة الطائف، بتوجيه من قائد المنطقة اللواء الركن فارس بن عبدالله العمري، عملية استقبال الشهيد عند الساعة الثانية والنصف فجر هذا اليوم الأربعاء بمطار قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، ونُقل بعدها إلى الثلاجة بمستشفى الأمير سلطان بالحوية، ثم تم نقله إلى مسقط رأسه بمدينة عشيرة؛ ليتم الصلاة عليه ودفنه بها. وكان يمثل قسم العلاقات العامة والتوجيه بقيادة الطائف رئيس رقباء محمد عايض الجعيد. والد الشهيد العم مشبب بن سعيد المقاطي، الذي يقترب عمره من السبعين عاماً، ويسكن في منزل شعبي قديم، تبدو فيه بعض التصدعات لتواضع أحواله المادية، واعتماده على الضمان الاجتماعي، أوضح أنه تلقى خبر استشهاد ابنه وهو في ميدان الشرف دفاعاً عن الوطن، معبِّراً عن سعادته حين علم أن ابنه استُشهد من أجل الدفاع عن الوطن؛ لكون ذلك شرفاً له ولكل قبيلته، مشيراً إلى أن الجميع فداء للوطن.
وقال: "نحن نقدم أنفسنا وأموالنا وكل ما نملك فداء لوطننا الغالي. ونشكر القيادة الرشيدة التي أولت شهداء الوطن جل اهتمامها، وقامت بتوفير الإمكانات كافة لنقل جثمان ابني الشهيد إلى مسقط رأسه بمدينة عشيرة شمال الطائف للصلاة عليه ودفنه بها".
وذكر عم الشهيد شباب سعيد المقاطي أن ابن أخيه الشهيد كان يتحلى بأخلاق عالية مع أقاربه وأصدقائه، وهو متزوج حديثاً، ولديه طفلة واحدة، تبلغ من العمر سنة وعشرة أشهر. وبيّن أن زوجة ابن أخيه خريجة قسم رياضيات من جامعة الطائف، وترغب في التعيين بمدينة عشيرة؛ لتكون قريبة من طفلتها، ولتقوم على رعايتها.
وأضاف العم شباب بأنه ليس للشهيد من الإخوة إلا أخ واحد، هو متعب، ويعمل كذلك في قطاع القوات البرية السعودية بحفر الباطن، وليس لوالديه عائل بعد الله إلا هذا الابن بعد وفاة الشهيد؛ ويرغب والداه من ولاة الأمر في نقله إلى قيادة منطقة الطائف؛ ليكون هو العائل لهما بعد الله في هذه السن الطاعنة.
وأشار العم شباب إلى أن ابن أخيه الشهيد - رحمه الله - كان باراً بوالديه، وكان على اتصال يومي بهما؛ ليطمئنا عليه، لكنه في ذلك اليوم لم يتصل بهما لانشغاله بالدفاع عن أرض الوطن، فوصلهما خبر استشهاده من أحد أقاربه الذي كان برفقته في قطاع الحرث بالحد الجنوبي.