من أين يأتي الماء على المريخ؟ وهل فيه برعم حياة، ولو بدائي بسيط، يتنفس كما كائنات الأرض، وبماذا يقتات ليعيش؟.. سلسلة تساؤلات لا تنتهي تدور في خلد مكتشف الماء على سطح المريخ "أوجها" الذي هاجر صغيراً من النيبال مع عائلته إلى الولاياتالمتحدة؛ حيث عاش منذ كان عمره 15 في مدينة توسكون بولاية أريزونا، درس بجامعتها، ثم تطور به الحال فعثر على دليل اخترق به المريخ ووجد فيه ما أنفقت "ناسا" المليارات والجهد الكبير من أجله، ولم تفلح في حل اللغز الأكبر على الكوكب الأحمر.. وجد الماء على "الكوكب الأحمر" فهز العالم! الحقيقة "ونوبل" الحقيقة تقول إن مكتشف الماء في المريخ، ليست "ناسا" ذات الموازنة التي تتعدى 18 ملياراً و500 مليون دولار، منها مليارات تنفقها على استكشاف الكوكب الأحمر، بل شاب من النيبال دلها عليه وأقنعها بوجوده بالدليل العلمي الدامغ، وكان عمره 21 سنة حين اكتشف مؤشراته الأولى قبل 5 أعوام، وهو الاكتشاف الذين يجعل الموزعين لجوائز نوبل الشهر المقبل يمنحونه إحدى جوائزها، فما عثر عليه "جوبا" ضجّ العالم لأهميته، واعتبر مشاهير العلم ما توصل إليه قفزة فلكية للإنسان.
سائل الحياة خطف الأضواء "لوجندرا أوجها"، بمشاركته أمس الاثنين في مؤتمر صحافي دعت إليه "ناسا" مرفقاً بتغريدة "تويترية" أغرت الإعلاميين، بقولها إنها ستكشف بالمؤتمر عن حل للغز المريخ الأكبر، وهو ما كتبت عنه عدة تقارير الأحد الماضي؛ فيها أكد طالب الدكتوراه ب "معهد جورجيا للتكنولوجيا" بأتلانتا الأمريكية "أوجها"، أن الماء موجود هناك في المريخ ؛ حيث قال إنه فحص صور سطحه في 2010، وعثر بعد عام على ما أكد وجود أول ماء يتم اكتشافه خارج الأرض في الكون الفسيح، وعثر فيه على أول دليل على "سائل الحياة" في الكوكب الأحمر "المريخ" وفق ما نشرته "العربية نت". لا عين رأت ! وأشار "أوجها" لأن أكثر ما كان يهتم به حين كان يدرس الصور، هو أخاديد على الأديم المريخي، طوّر صورها أحد الباحثين، فأمعن في تفحصها بدقة، مليمتر بآخر، مزيلا بالكمبيوتر شوائب مختلفة وأطياف ظلال وتدخلات ضوئية فيها، ليجعلها أوضح لعينيه، فإذا به يكتشف بالصدفة ما جعله يمسك بأول خيط قاده إلى أول ماء على أول كوكب في فضاء مكتظ بمليارات المجرات، المزدحمة بدورها بمليارات النجوم والسدم والكواكب، وبما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
علامات داكنة ما اكتشفه "أوجها" ورآه في الصور، كان علامات داكنة تشبه أسنان المشط، أو الأصابع الممتدة بانحراف متكرر كعروق الأشجار في بعض المناطق الاستوائية بالمريخ، بحسب صور نشرتها "العربية.نت"، معظمها بعرض 5 وطول 100 متر تقريبا؛ حيث لاحظها تظهر في الأشهر المريخية الدافئة، أي بنهاية الربيع وطوال الصيف وبداية الخريف، ثم تختفي في الأشهر الباردة شتاء.
ظهور واختفاء وتابع "أوجها": "لا يحدث هذا الظهور والاختفاء إلا بفعل تدفقات وترشحات مائية من جوانب الأديم أو من أسفله إلى أعلاه، وهي ظاهرة لها على الأرض ما يماثلها تماما، وهو ما يبشر بتبرعم الحياة في المريخ حالياً، أو حتى في ماضيه السحيق قبل ملايين، أو ربما مليارات السنين، إلا أن "ناسا" لا تعلم بعد من أين يأتي هذا الماء، طالما لا رعد ولا برق ولا مطر في المريخ، بحسب المعلومات المتوفرة عن أكثر كوكب شبها بالأرض. كي تتأكد! ولكي تتأكد الوكالة الفضائية الأمريكية بصورة قاطعة من الدليل الدامغ الذي قدمه "أوجها" من دراسته للخطوط المتعرجة المتكررة، قامت بتطوير نظام لتوضيح الصور، سمح لها بالاطلاع عليها عن قرب أكثر، وعبر مسحها كيميائيا، وجدها تظهر صيفا كترشحات وانسيابات، وتختفي شتاء، وهو ما يؤكد تولدها من تدفقات للماء يظهر ثم يختفي، وكأن أسفل الأديم المريخي محيط عملاق من الماء المالح.
لم يكن يدري! راح "أوجها" يدرس ما تم اكتشفاه طوال سنوات، وقام بأبحاث وجهود مركزة ليحاول إثبات أن هذه العلامات الداكنة التي لم يكن يدري شيئا عنها حين رآها أول مرة، بحسب ما قاله عام 2011 لمحطة CNN الأمريكية- تظهر فعلا على المريخ بفعل مياه تتدفق هناك وتتحرك، ثم قاده جهده إلى طلب المساعدة من زميلة له في "معهد جورجيا للتكنولوجيا" تدعى ماري بيث فيلهلم التي ظهرت مع في المؤتمر الصحفي.
توالد الأكوان! "أوجها".. ما زال عازبا ومن المولعين بالخيال العلمي، وميال لنظرية "الأكوان المتعددة" بل أكوان تتوالد باستمرار -وفق عدد اليوم الثلاثاء من صحيفة "التايمز" البريطانية، وهو متأثر بكتاب "تاريخ موجز للزمن" ألفه في 1988 البريطاني عالم الفيزياء النظرية، ستيفن هوكينج.