أصدرت المحكمة الكبرى في البحرين حكماً قضائيّاً على موظّف بحريني يعمل بمنفذ جسر الملك فهد، متّهم بجلب وتعاطي موادّ مخدّرة، والإخلال بواجبات وظيفته، بالسجن مدة 15 عاماً وتغريمه 5 آلاف دينار ومصادرة المخدّر المضبوط. ووفقاً لجريدة "الأيام" البحرينية، فإن المتّهم يعمل مسؤولاً في الجوازات على الجسر منذ 25 سنة، ويترأّس مناوبة، وسمح لمتعاملين في تهريب المخدرات بالدخول إلى البحرين، مقابل حصوله على كَمِّيات من المخدّرات تكفي لاستعماله الشخصي.
وأكَّدت التحرّيات المكثّفة صحة هذه المعلومات، وأنه يستغل موقعه في تمرير بعض الخارجين عن القانون، فتمّ استصدار إذن من النيابة العامة بمراقبته، وتفتيش شخصه وسيارته ومسكنه.
وتمت الاستعانة بأحد المصادر السرّيّة الذي أكّد أن الموظّف اتفق مع أحد الممنوعين من السفر على الخروج من الجسر لشراء كمّية من الهيروين من دولة خليجية، وتسهيل دخوله عند العودة مقابل حصوله على كبسولة هيروين، فتم ترتيب وجود المصدر مع هذا الشخص الممنوع من السفر في رحلتي الذهاب والعودة.
وفي الموعد المحدّد دخلت سيارة المصدر وزميله إلى الجسر من اتجاه البحرين، ووقفت بجوار مكتب الموظّف المطلوب، فخرج إليهم وأخذ جوازيهما بنفسه، واتجه إلى أحد الكبائن متظاهراً بأنه يدخل بياناتهما بنفسه، دون أن يفعل ذلك بطبيعة الحال، ثم خرج من الكابينة مبتسماً ليسلّمهما الجوازات، ويودّعهما مفسحاً لهما المجال للخروج.
وعند عودة سيارة الممنوعين من السفر، خرج الموظّف من مكتبه ليكون في استقبالهما قبل أيّ موظّف آخر، واستلم منهما كيس طعام يحتوي على كبسولة الهيروين، وسمح لهما بالدخول دون أن يأخذ جوازاتهما.
وفور خروج الموظّف من المبنى ألقى رجال مكافحة المخدّرات القبض عليه، فأخرج كبسولة الهيروين، وألقاها على الأرض، إلا أن رجال المكافحة التقطوها، وسُلّم هو وسيارته إلى مسؤولي الجمارك، كما عُثِر في جيبه على لفافة صغيرة، تبيّن أنها تحتوي على مادة "الشبو"، وأثناء تفتيش بيته عُثِر على أدوات تعاطي "الشبو" والهيروين. وبمواجهته بالتحريات واعترافات المصدر السري، اعترف الموظف وقال إنه بدأ التعاطي منذ سنوات، وكان يتعاطى الهيروين و"الشبو"، ونظراً لاعتياده على التعاطي وارتفاع ثمن المخدرات، بدأ يخل بمهامّ وظيفته، ويتعامل مع الخارجين عن القانون، مقابل الحصول على جرعات من المخدرات تكفيه لفترات طويلة.