أعادت حادثة قطار المشاعر اليوم للأذهان حوادثه المتكررة التي يتسبب كل عام فيها تدافع الحجيج في أوقات حرجة برز فيها نجاح الخطط الإسعافية والإنقاذية لمعالجة القصور الذي يتسبب به تعطل قطار المشاعر، ففي خلال العامين الماضيين تسبب عطل بالقطار في تدافع بعض الحجاج أمام بوابته؛ ما أدى إلى تزاحم أعداد المنتظرين وافتراش بعضهم أمام ممرات المحطات في وقتٍ كانت فيه أعداد الحجاج تتوافد على القطار. "سبق" رصدت تاريخ تعطل القطار على مدى السنتين الماضيتين في التقرير التالي:
تدافع عرفات شهدت حركة القطار من عرفات، وتحديداً بالمحطة رقم (1) والبوابة والمحطة رقم (3) -بوابة ثلاثة- إلى مزدلفة اختناقاً وضيقاً شديداً في السير، وتدافع مع وقوع بعض حالات الاشتباك والتلاسن مع مسؤولي البوابات، ووقع إثر ذلك، وفقاً لتصريحات مدير عام هيئة الهلال الأحمر السعودي، 36 حالة من كبار السن تعرضوا للتعب والإعياء، وتم تقديم العلاج والإسعافات، فضلا عن أن سيدة كانت حاملاً تعرضت للإجهاض، وجرى إسعافها وتقديم الخدمة لها.
خلل العام الماضي وشهد قطار المشاعر الذي يقل الحجاج من عرفات إلى مزدلفة في العام الماضي خللا في إحدى العربات، وبالتحديد في أحد الأبواب، اضطر سائقه إلى الرجوع به بعد نزول الحجاج في محطة مزدلفة (1) إلى عرفات، والتوقف لقرابة 20 دقيقة.
لكن القطار فتح الأبواب لتحميل الركاب مرة أخرى إلى مزدلفة قبل أن يتم إصلاح الخلل، واضطر اثنان من الفنيين الصينيين إلى الوقوف أمام البوابة حتى الوصول إلى مزدلفة مرة أخرى؛ ما عرض الحجاج للخطر الذي ظهر فيما بعد.
وبعد دقائق من ذلك ولحظة نزول الحجاج في مزدلفة، أغلق الباب من تلقاء نفسه، بينما كان فنيو القطار يحاولون إصلاحه، ما كاد يتسبب في حصول حادث خطير عندما أمسك على رأس أحد الحجاج، وتمكن مرافقوه من تحريره من الباب، وإنقاذه من الإصابة بقدرة الله، فيما لم يتمكن الحجاج المتبقون في القطار من التصرف.
حادث القطار هذا العام تسبب تعطل النظام الآلي والمتعلق بفتح الأبواب في حدوث زحام أدى لتجمع الحجاج بأعداد كبيرة في محطة (3)، تَسَبّبت بعد طول انتظار في حالات إغماء وإعياء وإجهاد، وفقاً لتصريحات الدفاع المدني، والذي أكد أنه نتج عن الحادث 204 إصابات؛ جميعها إجهاد وإعياء لكبار السن، وتم نقل خمس حالات للمستشفيات، والبقية عولجوا في الموقع، وغادروا بالقطار لمشعر عرفات.
قطار المشاعر المقدسة ويعد قطار المشاعر المقدسة، الذي صنعته إحدى الشركات الصينية لإنشاء السكك الحديدية واستغرق تنفيذه 16 شهرا وفق المواصفات السعودية، أكبر مشروع من حيث طاقة النقل، والأكثر تعقيدا في أساليب التشغيل، والأقصر مدة من حيث التنفيذ، والأعلى من حيث درجة الحرارة الخارجية عند التنفيذ والتشغيل، حيث لقب بأنه "معجزة هندسية" في تاريخ بناء السكك الحديدية العالمية.
بدأ تنفيذ المشروع الذي يربط مكةالمكرمة بالمشاعر المقدسة في عام 2009، وافتتح رسمياً خلال موسم الحج في نوفمبر عام 2010، ويمر قطار المشاعر في مسارات مرتفعة عن الأرض على كامل رحلة القطار التي تصل إلى 20 كلم، ولا يعيق القطار تقاطعات ومسارات الطرق في المشاعر المقدسة، ويبلغ عدد محطات القطار تسع محطات، في كل مشعر ثلاث محطات.
وأنجزت في مشروع القطار جميع أنظمة الإشارات الضوئية وأنظمة ومحطات الكهرباء، وزود بنظام إرشادي بمواصفات عالمية ملائمة للحج، ويعد أكبر طاقة استيعابية بالمقارنة مع باقي القطارات في العالم.
ويمتاز القطار من الداخل بمواصفات عالمية، ويوجد داخل العربات شاشات عرض وأنظمة مراقبة وأجهزة تكييف ومقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، كما وفرت وزارة الشؤون البلدية والقروية عربات غولف لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من مخيماتهم إلى محطاته، وتستغرق الرحلة بالقطار من المحطة الأولى في مشعر عرفات إلى محطة القطار في منطقة الجمرات 15 دقيقة فقط.