لم يجد المواطن جمال سعيد الروقي السعادة والراحة بعد تقاعده المبكر إلا أمام بوابة مدرسة البنات الابتدائية بقرية نمران التابعة لمحافظة المويه، حيث جعل وقته وجهده وصحته في خدمة المدرسة ويقوم بالتواجد من الصباح الباكر أمام المدرسة، ويشرف على دخول الطالبات وانصرافهن منها يومياً ويرافق كل طالبة حتى وصولها لولي أمرها. ويؤكد العم جمال الروقي أنه يتشرف بخدمة المدارس والطلاب والطالبات بقرية نمران التي نشأ وترعرع فيها وأن اعتزازه بذلك جاء بعد ملامسته للجوانب الإيجابية التي عاشها.
وأشار إلى أنه فور تقاعده من العمل العسكري تم توظيفه حارساً للمدرسة غير أنه تم إنهاء عقده على الفور حينما اتضح أنه كان رجل أمن، وعزم على إكمال المسيرة مجانا وبدون مقابل لرغبته في رد الجميل للقرية التي نشأ فيها وحباً في خدمة الأهالي ومنسوبي التعليم، راجيا من الله في ذلك الأجر والمثوبة.
ويقول أحد المواطنين ويدعى ساير الذيابي إن العم جمال الروقي خصص وقته وصحته بحراسه مدرسة البنات ومتابعة الطالبات عند الانصراف والحضور واستلام المعاملات من البريد وتسليمها للمدرسة ولمده ثلاث سنوات وهو يعمل علي قدم وساق، مبينا شكر المواطنين علي صنيعه الذي يقوم به مضيفاً بأن هذا الرجل له بصمات في قريه نمران عند المدارس ويشارك أيضاً في استقبال طلاب المرحلة الابتدائية.
وأضاف الذيابي بأن العم جمال كان رجل أمن بالحرس الوطني وبعد تقاعده تشرف بخدمة مدارس القرية وما زال يمارس العمل منذ ثلاثة أعوام بالمجان ودون مقابل ويتشرف ويعتز بذلك عازماً على الاستمرار لخدمة القرية وأهلها.