جمع موسم صرام النخيل الذي يصادف بزوغ نجم سهيل أهالي محافظة وادي الدواسر في جو أسري مفعم بالتعاون؛ من أجل صرم نخيل مزارع الوادي في مثل هذه الأيام من كل عام من لحظة ما قبل شروق الشمس حتى ما قبل غروبها. وتتم عملية الصرام التي اعتادها أهالي وادي الدواسر في الماضي، من خلال صعود أحد المزارعين إلى أعلى النخلة؛ لقطع العذوق بواسطة المحش، ثم يتناقله البقية الذي توزعوا على أجزاء من جذع النخلة حتى يصل الأرض، لينقل بواسطة الزنابيل المصنوعة من الخوص إلى منطقة تسمى "الفداء"، وهي أرض منبسطة في وسط أو طرف المزرعة تكون مطلية بالطين.
وكان الصرام يقتصر على أشهر أنواع النخيل بالمحافظة المعروف ب"السري"، فيما الأنواع الباقية يقوم أصاحب كل مزرعة بصرمها بأنفسهم، ومن ثم يقومون بوزن إنتاجهم بواسطة ميزان يسمى "القفان"، وهو عبارة عن قطعة من الخشب معلّمة بعلامات بواسطة النار يتراوح طولها بين المتر والنصف والمترين، وتنتهي بكفتين من الخوص يوضع في إحداها الثقال، وهو عبارة عن وزن من الحجر يسمى "الوزنة"، وتعدل السبع أوزان منه عشرة كيلوجرامات، بينما يتم في الثانية وضع المحصول المراد وزنه، ومن ثم تقوم الأسرة بتعبئته في أكياس أعدت في الأصل للحبوب تسمى في الماضي "الكمانة"، وبعضهم ينقله إلى المنازل دون تكييس على ظهور الجمال داخل "المنقل" وهو وعاء كبير مصنوع من ليف النخيل.
وقال المزارع عبدالرحمن بن محمد الخنجري: إن عملية الصرام اليوم تتم من خلال صعود العامل بحبله الطويل الذي ينتهي بما يسمى "الشنكار" لقطع العذق وإنزاله إلى الأسفل ثم يلتقطه عامل آخر، وينقله إلى مجموعة أخرى من العمالة حيث يفترشون البساط، ويقومون بتنقية التمر من العذق وجمعه في كراتين تزن 21 كيلوجراماً قبل أن يذهبوا به إلى السوق سواء داخل المحافظة أو خارجها، مبيناً أن سعر تمر نخلة "السري" فيها يتراوح ما بين 40 - 100 ريال، في حين يصل "الخلاص" إلى 400 ريال.