تعيش محافظة رنية هذه الأشهر حالة من العطش العصيب الذي جعلها تتجرّع مرارة تعتبر الأولى في تاريخها، وذلك بجفاف الآبار الجوفية، وأصبحت في أخطار تحيط بها؛ جعلت من الصهاريج تتجاوز 250 ريالاً وما زالت تشهد ازدحاماً كبيراً وزيادة في الطلب على الرغم من قِلة الآبار التي ما زال بها كمية مياه توشك على أن تلحق بغيرها. ويزداد الطلب هذه الأيام من قِبل أكثر من 70 ألف نسمة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وسط موجة عارمة مما حدث من قتل للأحلام وخلق للأزمات نظير مرحلة تشغيل مشروع إيصال مياه التحلية للمحافظة لأسباب قابلها الأهالي بالرفض وبغير المنطقية، بعد أن صرّح المشرف العام على مكتب وزير المياه؛ فهد الخشيم سابقاً لصحيفة الرياض بقوله؛ إنه لا يوجد توّجه جديد لتشغيل مياه التحلية أو إيجاد حلول علاجية لهذا الجانب على المستوى القريب، كما لم يرد تاريخ محدد لتشغيل مياه التحلية في رنية.
وعقب ذلك، تقدّم عدد من وأعيان محافظة رنية بشكوى لأمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل؛ وتزوّد مدير عام المياه في مكةالمكرمة بصورة منها وحصلت "سبق" على نسخة منها، كان قد قيل فيها: "لقد وعدتم قبل أكثر من سبعة أعوام بإيصال مياه التحلية إلى محافظة رنية ولم ينفذ حتى الآن، بعد أن أصبح الأهالي يعيشون شدة في الظمأ والعطش؛ ووصلت مياه الآبار إلى قمة أسعارها رغم قلتها؛ ببلوغ أسعار الصهاريج إلى 250 ريالاً وما زالت في ارتفاع مستمر".
وأضافوا في شرح شكواهم: "لقد تمت خطوات نعتبرها وهمية في إيصال مياه التحلية إلى المحافظة من إمداد المواسير وإنشاء الخزانات؛ إلا أن الماء تم صرفه للمحافظات المجاورة، وهي إما سوء إدارة أو وساطات جائرة قامت بتحويل نصيب محافظة يبلغ عدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة.
واستنكر "الأهالي" التصاريح الصحفية للمسؤولين والتي تبرر أسباب تأخر ذلك؛ مؤكدين أنها لا تمت للواقع بصلة، بقولهم إن المشروع مكتمل وتمت تجربته في شهر جمادى الأولى من العام الجاري، وإن كان يشكو قصوراً حينها في عدم الجاهزية أو بحدوث خلل في ضخ المياه فلماذا لم يتم اتخاذ أي إجراء ضد الشركة المنفذة ومعاقبتها وإسناد الأمر إلى شركة أخرى تقوم مقامها.
وناشد "الأهالي" بتدخّل أمير المنطقة؛ وعدالته كما هي عادته في إنقاذ ما يحدث للمحافظة، مستذكرين مقولته قبل سبعة أعوام حينما قال أثناء زيارته لها؛ (لن يهنأ لي بال حتى تصل المياه المحلاة لمحافظة رنية)، متأملين بأن تتحقق هذه المقولة قريباً وإنقاذ جفاف محافظة في سابقة تاريخية لها قد تجعل منها مثالاً للجفاف والعطش.
وختم "الأهالي" رسائلهم متأملين بأن تصل للجهات المعنية بقولهم أن الحلول العاجلة تكمن في الإسراع في حفر آبار ارتوازية جديدة من قبل الوزارة؛ وتكون في أماكن متفرقة وتخدم المحافظة، والعمل بقدم وساق على تهيئة شبكة المياه والخزانات التابعة لها والمعطلة منذ أكثر من عشرة أعوام دون أن بوادر لتشغيلها رغم الحاجة الملحة لها طوال تلك الأعوام؛ وازدادت الحاجة لها في هذه الظروف التي تهدد حياتهم.