أعد المهندس المعماري ناصر بن محمد بن ناصر التركي، المبتعث من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، لجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة مشروعا لتطوير حي سمحان التاريخي بالدرعية ليكون نموذجا لعمران الواحات الذي كانت علية مدينة الدرعية التاريخية في أوج نهضتها التاريخية. وعن الفكرة التصميمية للمشروع أوضح التركي قائلا: ل"سبق" إن ذلك سيكون بتكوين بيئة عمرانية تقليدية مثالية مع مراعاة النسيج العمراني المترابط للمنطقة، والمحافظة على الطابع التراثي النجدي في المباني المقترحة والموجودة، ومراعاة حركة المشاة وتوفير مناطق ترفيهية وسياحة وثقافية وعامة وتجارية حتى يكون حي سمحان مقصد للزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها.
وأضاف التركي: "يتناول المشروع تطوير وإعادة تأهيل حي سمحان التاريخي وجعله مقصدا سياحي مهم، لما يحويه من مباني تراثية ذات موروث ثقافي وتاريخي كبير، حيث اهتمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار بالدرعية حتى تكون مهيأة للزوار والسياح".
وبين التركي بانه وفي بداية المشروع جرى مسح شامل لحي سمحان والتعرف الميداني على الموقع وجمع المعلومات المهمة للحي من أنواع استعمالات الأراضي وارتفاعات المباني ودراسة حالات المباني والخدمات العامة الموجودة ودراسة أنواع الفراغات ودراسة الطرق والمداخل والمخارج الرئيسية.
وأردف: بعد ذلك وضعت الرؤية العامة للموقع والأهداف ثم السياسات والبدائل التصميمية، كما تم التركيز على المنطقة التراثية لتطويرها بشكل تفصيلي حيث كانت الرؤية العامة للمشروع هي (سمحان.. أسلوب الحياة الجميل)".
وأشار التركي إلى أن أهداف المشروع ترتكز على تطوير المنطقة كنموذج لعمران الواحات إضافة إلى المحافظة على الطابع العمراني التراثي وتوفير مناطق خدماتيه وترفيهية وسياحية داخل المنطقة.
وأكد التركي أن الأهداف تراعي التواصل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية في تطوير حي سمحان مع الاهتمام بشكل رئيسي بحركة المشاة والتقليل من حركة السيارات داخل المنطقة إضافة إلى تطوير المنطقة اقتصاديا.
ولفت التركي يتمثل العمق الفكري للمشروع في إيجاد أسلوب من الحياة الهادئة والآمنة للسكان والزوار، وذلك بتوفير بيئة الواحة التي تتمثل البيئة الأصلية لمدينة الدرعية، كما أن للمشروع تأثير عمراني ومجتمعي من خلال استغلال الساحات الحالية والمقترحة وتهيئة الممرات للمشاة وتكوين نقاط جذب ترتبط بالأسواق التجارية والمناطق الترفيهية التي تخدم مجتمع الدرعية ومن يفد إليها.
واستطرد التركي انه تم تحديد البيوت ذات النمط الحديث والتي لا تتناسب وتراث المنطقة لكي يتم إعادة تصميم واجهاتها حتى تتناسب مع الطابع العمراني التقليدي، وتكوين واحات صغيرة في داخل الحي يتم زراعتها بالنخيل والمزروعات التقليدية حتى يعيش الساكن والزائر والسائح على حد سواء الحياة القديمة الرائعة في الدرعية بجميع تفاصيلها من الزراعة والسقاية وقطف الثمار مما يولد التواصل والارتباط الاجتماعي المتعارف عليه والنادر الوجود والمفتقد في حياتنا المعاصرة.
وقال التركي " بهذه الاعتبارات يتحقق الجانب الاجتماعي والمردود الاقتصادي والذي يتمثل في المحال التجارية والمرافق الترفيهية والسياحية وتحقيق المتطلب البيئي مع الأخذ بعين الاعتبار الاستدامة في كامل المشروع".