أكدت العديد من المعلمات والمشرفات التربويات من مختلف مناطق المملكة؛ أنهن ينتظرن تنفيذ وزارة التعليم للقرارات الداعمة لتوفير حضانات أطفال في مختلف مناطق المملكة، وأكدن ل"سبق" أن السنة الدراسية لا تزال في بدايتها، وأن القرار لا يزال قيد التنفيذ، والعديد من المدارس لا تزال تعتمد على جهودها الذاتية في توفير الحضانات التي قد لا تتوفر فيها البيئة الآمنة للأطفال. وأكدت وزارة التعليم جاهزية أكثر من ألفي حضانة في مختلف المناطق من المملكة، لاستقبال أكثر من 18 ألف طفل وطفلة، تحت رعاية "2709" حاضنات، و"2185" إدارية و"1355" مستخدمة.
وقالت المعلمة "علية العمري": إن معظم الحضانات التابعة للمدارس بنيت بجهود ذاتية من المعلمات، وتم تعيين موظفة لرعاية الأطفال، كما أن الغالبية العظمى منها تفتقر إلى البيئة الصحية المناسبة للأطفال، مؤكدة أن المعلمات ينتظرن تحقيق كافة ما ورد على لسان وزير التعليم.
وأوضحت المعلمة "ريم العسيري" أننا نسكن في منطقة تهددها القرود، وموقع الحضانة في فناء المدرسة يجعلنا في قلق من دخول القرود، واحتمالية اختطاف أحد الأطفال من قبلها، مؤكدة أن العديد من المعلمات والموظفات في كافة مناطق السعودية يتطلعن إلى توفير حضانات للأطفال، وذلك سيكون له عظيم الأثر على أداء المعلمة وراحتها وعلى توفير بيئة صحية للطفل؛ حيث إن بعض الحاضنات تجبر الأم على الحضور للتغيير وتنظيف الطفل؛ مما يجعلها في حالة قلق دائم على طفلها.
وأشارت مديرة الثانوية الخامسة بخميس مشيط "مها أبو ست" إلى أنها وفرت الحضانة في المدرسة بجهود الإدارة والمعلمات، على الرغم من عدم وجود تجهيز مناسب لها، إلا أن المعلمات مضطرات للاستفادة من الحضانة البدائية، مؤكدة أن جميع المعلمات على مستوى المملكة يتطلعن إلى تنفيذ قرار وزير التعليم بإيجاد حضانات على مستوى بيئي وصحي مناسب بما يحقق لهن الراحة والاطمئنان على أطفالهن خلال وقت العمل.
وتقول "ميساء محمد" معلمة في إحدى مدارس الرياض: ما يزال حلم الحضانة في المدرسة يراود المعلمات اللاتي استطعن بجهودهن الذاتية إقامة حضانات لأطفالهن، مؤكدة على تفاؤلها بتنفيذ مشروع تعليمي يشمل حضانات الأطفال في كافة مدارس المملكة، مؤكدة أن هذا المشروع تأخر كثيراً؛ فالمدارس والأمهات العاملات بحاجة ماسة إلى هذه الخطوة التي خرجت أخيراً من حيز الدراسة إلى التنفيذ، وأعتقد أن جميع الموظفات والعاملات في المملكة ينتظرن هذا الحدث.
وأوضحت المسؤولة عن رياض الأطفال في مكتب الإشراف التربوي بخميس مشيط، "هيلة القحطاني"؛ أنه تم تشكيل لجنة تعمل على حصر الحضانات في أكثر من "300" مدرسة للبنات في خميس مشيط؛ ليتم تطبيق شروط دليل الحضانات الصادر عن الوزارة والمتوفر على موقعها إلى عديد من الضوابط والأطر العامة حول ذلك؛ من أبرزها الشراكة في تشغيلها مع القطاع الخاص؛ حيث حدَّدت وزارة التعليم عدد 20 طفلاً وطفلة على الأقل في سن الحضانة "من عمر شهر إلى ثلاث سنوات"، كشرطٍ لافتتاح حضانة داخل مدرسة حكومية تخدِم أبناء المنسوبات، لكنها لم تمانع في قبول أبناء منسوبات يعملن في مرافق تعليمية مجاورة لإكمال العدد المطلوب.
وألزمت الوزارة، ضمن دليلها؛ بأن تلحَق الحضانة بمباني المرفق التعليمي الحكومي، بحيث تخدم أبناء المعلمات والإداريات، كما أن التشغيل سيسند إلى مستثمري القطاع الخاص وفق شروط "من بينها ألا يقل مؤهل الحاضنات اللائي سيتم توظيفهن من الجنسية السعودية؛ عن المرحلة الثانوية، مع إخضاعهن إلى دورات تخصصية"، كما ستكون رواتب الحاضنات والمستخدمات "عاملات النظافة" خاضعة لأنظمة وزارة العمل، على أن تتولى مديرة أو وكيلة المرفق التعليمي إدارة الحضانة، فيما تضطلع الجهات الإشرافية في الوزارة "رياض الأطفال" بالمتابعة والإشراف فنياً وإدارياً، وستخضع الحاضنة، وفق الدليل؛ لتقييم أداء وظيفي من قِبَل المديرة والمشرفة التربوية؛ وسيختلف عدد الأطفال الذين تشرِف عليهم الحاضنة حسب أعمارهم.
وقالت "هيلة القحطاني": إن بنود الدليل شاملة وتحقق تطلعات المعلمات والموظفات في توفير بيئة مناسبة لحضانات الأطفال، متوقعة أن يحقق هذا التوجه تطوراً على صعيد وجود حضانات نموذجية في حال الالتزام بالبنود، التي أوجدت توضيحاً تاماً لكافة الإجراءات من افتتاح الحضانة إلى منهج الطفل داخل الحضانة والمشغل وكافة الضوابط والشروط.
وأوضحت مديرة إدارة رياض الأطفال بمنطقة عسير "فوزية هتان"؛ أن عدد الحضانات التي تحتاجها منطقة عسير هو "100" حضانة، مؤكدة أن العمل جارٍ على حصر كامل الحضانات التي سيتم تشغيلها من قبل مستثمرين، مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة لمسح كافة المدارس في منطقة عسير وحصر الأطفال، وتم الاجتماع مع مديرات المدارس ومكاتب الإشراف، مع تكليف لجنة من التخطيط والتطوير والإدارة المدرسية لمعرفة مدى توفر مرافق مناسبة في المدارس، أو عمل مسح شامل للمواقع الشاغرة في كل مدرسة لاعتماد إنشاء حضانات تخدم المدرسة والحي بشكل كامل، مبينة أنه سيتم الرفع بكافة المعلومات لإدارة التربية والتعليم بعسير لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وعمل مناقصات لتنفيذ مشاريع الحضانات بما يتوافق مع الدليل، مؤكدة أن الدليل يحتوي على مشروع وطني ضخم لإنشاء وتجهيز حضانات الأطفال، وسيكون له دور في توفير بيئة صحية للأطفال، إضافة إلى توفير كوادر بشرية للعمل في هذا القطاع من قبل المشغلين.