"الديون أثقلت كاهل زوجي، ولا نملك شيئاً نصرف منه، حتى حليب طفلي عجز زوجي عن شرائه؛ فهو يعمل معقِّباً باليومية دون راتب، وأنا تركتُ دراستي الجامعية لعدم قدرتي على الاستمرار بعد أن اجتزتُ عامين في الكلية، ونسكن في منزل أهل زوجي، ولدينا ثلاثة أطفال، أكبرهم 5 سنوات، أصغرهم رضيع، عمره 3 أشهر، وضاقت الدنيا أمامنا، وزوجي لا يستطيع حتى الكلام ولا الشكوى، وكان آخر ما يملكه "الدباب" الذي يعمل عليه؛ فباعه لتسديد جزء من الديون التي تراكمت عليه. كل ما نرجوه من أهل الخير وظيفة ثابتة لزوجي، يتحصل منها على راتب آخر كل شهر؛ لعلنا نستطيع سداد أي جزء من ديوننا، بعد أن تكالب علينا الديَّانة". هذه هي صرخة من مواطنة في الطائف( دلال- 27 سنة)، تحكي فيها معاناة أُسْرتها (زوجة وزوج وثلاثة من الأطفال) يبحثون عن مخرج لديونهم التي أثقلت كاهلهم، وتُهدِّد حياتهم. تقول "دلال": الذي جعلني أرسل إليكم شكواي هو عَجْز زوجي عن شراء حليب لطفلي أمس، ويعلم الله أنه لم يكن في بيتنا ثمن علبة الحليب. القصة كما ترويها "دلال" أنها حصلت على الثانوية العامة، ودخلت إحدى كليات جامعة الطائف، وتزوجت من زوجها الذي يبلغ من العمر الآن (36 سنة)، وحاصل على الثانوية، وكان يعمل على "دباب" يسترزق منه، ولكن بعد الزواج تكالبت عليه الديون؛ فاضطر إلى بيع "الدباب" لتسديد جزء منها، وعمل لدى أحد مكاتب التعقيب بنظام اليومية، وهي لا تكفي؛ فيوم يحصل على 50 ريالاً وأحيانا كثيرة لا توجد معاملات. وتضيف قائلة: تحمّلنا ظروف الحياة، خاصة أثناء حملي في طفلي الأول، وكنا نصرف من المكافأة التي أتقاضاها من الجامعة، ولكن بعد الولادة لم أستطع الاستمرار في الكلية، وبعد أن اجتزت سنتين من الدراسة اضطررت إلى التوقف، خاصة بعد أن باع زوجي "الدباب" الذي كنت أذهب معه للجامعة به؛ فليس لدينا سيارة، ولا نستطع استئجار سيارة خاصة، وجاء الحَمْل في ابني الثاني؛ لتزداد معاناتنا. وتستطرد قائلة: انتهى بي المطاف للجلوس في البيت، وصار لدينا ثلاثة أطفال، الأكبر 5 سنوات، والثاني 3 سنوات، والصغير 3 أشهر، نعيش في بيت أهل زوجي، ولا مورد ثابتاً لدينا، وكلما احتجنا لشيء لجأنا إلى الديّانة حتى ملّ الناس منا، ولم يعد هناك مَنْ نقترض منه. وتطالب "دلال" بوظيفة ثابتة لزوجها الحاصل على الثانوية؛ حتى يجدوا راتباً آخر الشهر، يصرفون منه، ويسددون ديونهم. وتقول: نعيش عالة على الجمعيات الخيرية وأهل الخير، ولكن أريد أن يعمل زوجي بوظيفة تحقق لنا الأمان ".