اعتبر "فهد" الابن الأكبر للشهيد الرقيب ماجد فهد السبيعي، أنه تعلم من والده الشهيد المعنى الحقيقي للتضحية للدين ثم المليك والوطن، وكان ينتظر خبر استشهاده في أي وقت؛ لأن والده كان يحدث نفسه بالشهادة دفاعًا عن الوطن. وتحدث ل"سبق" ابن الشهيد "فهد" والذي يدرس بالصف الثالث الثانوي عن آخر اتصال جمعه مع والده بقوله: كان آخر اتصال مع والدي قبل يومين من استشهاده وكان يوصيني بإخواني وأخواتي ووالدتي، لقد كان أبًا حنونًا عطوفًا يحب دينه ووطنه وفي إحدى المرات وهو عائد من الجبهة ليبقى معنا أيامًا قال لي: هذا وطنا إذا ما دافعنا عنه وأنا أبوك، مَن يدافع عنه، والمرابطة فخر وشرف للذود عن الوطن.
ويضيف: كان خبر استشهاد والدي نزل عليّ مثل الصاعقة، ولم أصدق وشعرت بأن الدنيا انتهت، ولكن عندما استشعرت بأنه دفاع عن بلاد الحرمين وحكومته وشعبه ومقدساته، ربط الله على قلبي بالإيمان والرضا، بعد أن وجدت تلاحم القيادة الكريمة معنا في مصابنا وسؤالهم عنا، ووقوفهم معنا في مراسم الدفن والعزاء والذي جعلني أتعلَّم من والدي واستشهاده وطريقة نقل جثمانه، المعنى الحقيقي للتضحية للدين ثم المليك والوطن، والوفاء من الحكومة الرشيدة مع جميع أبنائها في السلم والحرب.
ومن المواقف التي لن ينساها مع والده الشهيد وهو مرابط على الحدود يقول: في وقت الامتحانات كان والدي مرابطًا في الحد الجنوبي، ومع نهاية العام الدراسي اتصلت عليه وأخبرته بنجاحي في المدرسة وانتقالي للصف الثالث الثانوي فوعدني- رحمة الله عليه- أن يسعى لي في دخولي كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني، والآن أتمنى تحقيق حلم والدي وأمنيته، حتى أتوشح بوشاح العز والشرف، للدفاع عن أرض الوطن الغالي.