أكد نائب وزير الصحة حمد بن محمد الضويلع أن العاملين في المستشفيات والمراكز العلاجية أهم من العاملين في الوزارة لأنهم يباشرون خدمة المرضى الذين يعتبرون أساس عمل الوزارة، معلنا أن الوزارة تقوم بتطوير العمل للارتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى والقضاء على المركزية. وأوضح خلال جولته في مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض التي أقيمت صباح أمس أن الوزارة ستطور آلية العمل والتعامل مع طلبات المستشفيات لحل المشاكل التي تواجهها، بحيث سيتم توجيه المسؤول المعني بالمشكلة في الوزارة للنزول للميدان لحل المشكلات بعد الإطلاع عليها بشكل مباشر، مشيراً إلى انتهاء زمن العمل المكتبي الروتيني في التعامل مع مثل هذه المعاملات والتي يترتب على تعطيلها ضعف الخدمة المقدمة للمرضى.
وأبدى الضويلع استعداد الوزارة للبدء في تذليل العقبات التي تواجه المجمع، ومنها دعم إنشاء برج للطوارئ بسعة 50 سريرا، والاستفادة من قطعتي الأرض المجاورتين للمجمع من الجهتين الشرقية والشمالية، واعتماد بدل النفسية للموظفين الإداريين على التشغيل الذاتي أسوة بزملائهم.
وفي بداية زيارته للمجمع قام نائب وزير الصحة بعمل جولة على مرافق المجمع يرافقه مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية الدكتور عبدالحميد الحبيب ومدير عام الإعلام الصحي والعلاقات الدكتور خالد مرغلاني واستمع خلالها لشرح عن ما يقدمه كل مرفق للمستفيدين.
بعد ذلك قدم المدير التنفيذي للمجمع الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني عرضا مرئيا عن جهود المجمع في خدمة الصحة النفسية وعلاج الإدمان في المملكة عموما ومنطقة الرياض على وجه الخصوص، وسبل تطوير هذا التخصص.
وأوضح القحطاني خلال العرض أن هناك ضغوطا يعانيها المجمع بسبب الطلب المتزايد من الأسر، حيث يوجد بالمجمع 313 سريرا نفسيا منها (62%) مشغولة بمرضى مزمنين لا يتم إخراجهم، فيما 38% من مجموع الأسرّة النفسية متحركة ومتاحة للتنويم، كما يخدم منطقة الرياض ومنطقتي نجران وجازان، قبل افتتاح مستشفيات نفسية فيها.
وأضاف أن المجمع اتخذ العديد من الإجراءات للحد من المشكلات التي تواجهه ومنها زيادة السعة السريرية، من خلال تأهيل وترميم مبنى سكني لاستيعاب مرضى الحماية المشددة (الموقوفين لقضايا أمنية) بسعة 54 سريرا، وتأهيل وترميم مبنى سكني لاستيعاب 96 مريضة نفسية، والشراكة المجتمعية في إنشاء منزل منتصف الطريق لتأهيل مرضى الإدمان بعدد 90 سريرا، كما تستعد إدارة المجمع لتوسعة المجمع وذلك بضم الأراضي الواقعة شرق وشمال المجمع بمساحة تقريبية 35 ألف متر مربع، والسعي لإنشاء مبنى خاص للطوارئ يضم 50 سريرا، ليصبح عدد الأسرّة 740 سريرا.
ولفت كذلك إلى نجاح التنسيق مع الوزارة والشؤون الصحية لاعتماد إنشاء مجمع جديد بمدينة الرياض بسعة 500 سرير ومستشفى آخر بمحافظة الحرج بسعة 200 سرير، ليصبح إجمالي عدد الأسرّة بالمنطقة 1462 سريرا.
وزاد: كما قام المجمع بالعمل لحل مشكلة المرضى المزمنين، فخلال الفترة من 1431-1435ه تم إخراج 535 مريضا مزمنا مستقرين وتسليمهم لأسرهم لإيجاد مكان لتنويم مرضى آخرين بحاجة للخدمة وذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله عندما كان أميرا لمنطقة الرياض.
وقال: في مجال التدخل المبكر لحل مشكلة تعاطي المخدرات والأمراض النفسية قبل استفحالها قام المجمع بإنشاء مركز للاستشارات والإرشاد الأسري بهدف تقديم المساعدة واكتشاف الحالات المرضية مبكرا، والقيام بالتدخل العلاجي إذا لزم الأمر وتحديد الحاجة للتنويم، وبلغ عدد المستفيدين منه خلال خمسة أعوام 18.987 مستفيد.
وأردف: كما نفذ المجمع العديد من مشاريع التحسين والتي شملت استحداث عيادات المرضى الجدد حيث تم ملاحظة أن 68% من المرضى الجدد لا يحضرون لمواعيدهم المجدولة، وذلك إما بسبب طبيعة المرض أو لطول فترة انتظار المواعيد والتي وصلت إلى 5 أشهر، حيث تم تغيير آلية عيادات المرضى الجدد إلى المناظرة الفورية وهي تجربة فريدة في مستشفيات الصحة النفسية ونتج عنها أن 72% من المرضى الجدد تتم مناظرتهم خلال أول 24 ساعة، و28% تتم مناظرتهم خلال أول 72 ساعة.
وأكمل: أيضا أوجد المجمع برنامج الطب المنزلي والذي يقدم خدماته للمرضى النفسيين داخل منطقة الرياض حيث بلغ عدد المستفيدين من البرنامج أكثر من 600 مريض ومريضة حتى الآن، 98% منهم حالتهم مستقرة، وأسهم البرنامج في تقليل نسبة الانتكاسة إلى أقل من 3%.
وتابع: عمل المجمع على تنفيذ برامج تحسين تهدف إلى استقرار المرضى أطول فترة ممكنة لتقليل الحاجة للتنويم، ومن ذلك برنامج علاج الإدمان العيادي المكثف دون الحاجة للتنويم، والإقامة القصيرة للمرضى النفسيين بتهيئة 20 سريرا في قسم الطوارئ لتنويم الحالات الحادة الحرجة، وبرنامج التأهيل والرعاية النهارية للمرضى النفسيين لتدريبهم للاعتماد على أنفسهم وتنمية مهاراتهم الحياتية، حيث بلغ عدد المستفيدين خلال الخمسة أعوام الماضية 5.795 مستفيدا، واستحداث عيادة الفرز الأولي بقسم الإسعاف والطوارئ لتقليص فترة انتظار المرضى بالقسم مما ساهم في تحسين الخدمة بنسبة 62%، وزيادة معدل عدد العيادات الخارجية الأسبوعية للطبيب إلى أقصى حد ممكن ما ساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية 30% عن الفترة الماضية، وتفعيل البرامج الوقائية، وتدريب العاملين في الصحة النفسية والجهات التي تعنى بالتعامل مع المرضى النفسيين ومرضى الإدمان.
وأوضح المدير التنفيذي للمجمع أن عدد المستفيدين من خدمات المجمع خلال الفترة من 1430ه-1434ه بلغ 139.881 مريضا، حيث بلغ معدل النمو 39% خلال هذه الفترة.
كما استعرض الدكتور محمد القحطاني متطلبات المرحلة الحالية لتطوير العمل في المجمع ومنها إنشاء مبنى لمركز الإخاء الاجتماعي لناقهي الأمراض النفسية، وإنشاء منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة والذي وجه سمو محافظ الدرعية بتخصيص أرض لإقامته، وتطوير برنامج التشغيل الذاتي، وحل مشكلة عدم صرف البدل النفسي للموظفين الإداريين، والبدلات الأخرى، وغيرها من البرامج.
وفي نهاية الزيارة أعرب نائب وزير الصحة عن سعادته بما شاهده في المجمع من خدمات وبرامج مؤكداً أنها جهود ترفع الرأس، ولم يخف إعجابه بما شاهده من أعمال فنية للمرضى، موجها إدارة المجمع بإبراز هذه الأعمال وتنفيذ معارض فنية لها، مبديا استعداده لدعم إقامة مثل هذا المعرض.
كما أشاد بما يقدمه الكادر الطبي من جهود في خدمة المرضى، ووعد بحل جميع الإشكالات التي تواجه عمل المجمع، وتقديم أفضل الخدمات للمرضى والمراجعين.