رفض الكاتب الصحفي فهد بن جليد، أن يطلق الخليجيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي التهم المجانية على الشاب السعودي، كأن يتم تحميله كل مخالفة مرورية، أو تصرف عشوائي، كعنوان لعدم الالتزام، وعدم المبالاة بالأنظمة، والتعليمات، حتى تحول هذا الشاب إلى "شماعة جاهزة" لإلصاق التهم به، رغم أن كل الشباب في مختلف دول العالم ومن بينهم الخليجيون يرتكبون الأخطاء لطبيعة مرحلتهم العمرية. ويتساءل "ابن جليد "، في مقاله "حتى لا يظلم (الشاب السعودي)؟!" بصحيفة "الجزيرة": "هل يخجل الخليجيون من واقع شبابهم الحقيقي؟ وتصرفات بعضهم؟ ولا يجدون سوى الشاب السعودي (كشماعة جاهزة) لإلصاق التهمة به؟!".
ويجيب الكاتب: "يبدو ذلك واضحاً في الكثير من القضايا، خصوصاً تلك المنشورة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، كلمة (سعودي..) ثم أكمل الفراغ كما تشاء، باتت (أيقونة للتعليق) على أي حادث أو تصرف خاطئ، ورغم أن الكل لديه أخطاء، إلا أن أخطاء بعض شبابنا (وهي محدودة وفردية) يتم تضخيمها، وتعميمها بشكل عشوائي!".
ثم يرصد الكاتب ما حدث على تطبيق (سناب شات)، قائلاً: "لعلنا نذكر مؤخراً ما تم خلال (أبو ظبي لايف) و(المنامة لايف)، وقبلهما (رياض لا يف) على تطبيق (سناب شات)، وكيف كان السعودي وسماً لأي تعليق أو صورة غير مناسبة أو (تفشّل) يتم نشرها، بل هناك من طالب الشباب السعودي بعدم المشاركة والتصوير قبل أن يبدأ (اللايف)، حتى يخيل إليك أن (إيفان شبيغل) و(روبرت مورفي) وبقية طلبة جامعة (ستانفورد الأمريكية) الذين وضعوا ونشروا تطبيق (سناب شات) للعالم، على استعداد لمنع التطبيق عن منطقة الخليج، بسبب ما يعرضه (عيالنا)!".
ويعلق "ابن جليد" قائلاً: "بكل تأكيد بلادنا واحدة، وخليجنا واحد، وشبابنا واحد من (الجهراء) شمالاً بالكويت، وحتى (صلالة) جنوباً في عمان، ولا ننكر أن هناك تصرفات خاطئة وطائشة، وهي تصرفات شبابية طبيعية تحدث من كل الجنسيات وفي كل بلدان العالم، ولا يجوز تعميمها على جنسية معينة، أو إلصاقها بمجتمع ما، كأن يتم تحميله كل مخالفة مرورية، أو تصرف عشوائي، كعنوان لعدم الالتزام، وعدم المبالاة بالأنظمة، والتعليمات، لأن هذا التعميم (أمر غير عادل ومتجني) ولا أحد يقبل به!".
ويضيف الكاتب: "قدرنا أن (الشاب السعودي) هو الأكثر انتشاراً، والأكثر مبادرة للتفاعل مع محيطه، والأكثر ذكاءً لاكتشاف ما يدور حوله بجرأة، وقد يمارس خفة الظل بفكاهة وفطنة يعجز عن مجاراتها الآخرين، فلا تروق لهم بالضرورة!".
وينهي الكاتب مؤكداً رفضه؛ حيث يقول: "إطلاق التهم المجانية على الشاب السعودي، لن يتوقف خارجياً حتى يقتنع من يقود الرأي داخلياً من أساتذة الجامعات، وأعضاء مجلس الشورى، وغيرهم، بذكر محاسن شبابنا كأهل نخوة وعزيمة، ومبادرون حقيقيون للفزعة والنجدة، تربوا على الثقة بالنفس، والتمسك بالدين وحب الوطن، يشرفون كل مكان تطأه أقدامهم!.. أليست هذه حقيقة؟ فلماذا نخجل من ذكرها؟ ولا يخجل من يتهم (شبابنا)؟!"