تستعد وزارة الحج لإطلاق برنامج التسجيل الإلكتروني لحجاج الداخل، بعد أن أنهت لجان المراقبة بالوزارة والأجهزة الرقابية الأخرى مبالغة كبيرة في أسعار بعض شركات حجاج الداخل؛ ما أدى إلى الارتفاع غير المبرر للأسعار، إلى جانب الشكاوى التي تم رصدها أيضاً من عدم وضوح للخدمات التي تقدَّم للحجاج. وأوضح علي بن محمد الغامدي، المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام بوزارة الحج، أن الوزارة تهدف من خلال البرنامج إلى إيجاد حلول مناسبة، تحافظ على مصالح الحجاج وأصحاب الشركات، وتضمن جودة الخدمات من منطلق الحرص والمحافظة على حقوق الحجاج وأصحاب الشركات، في إطار مسؤوليتها لتنظيم القطاع بالشكل الذي يحقق توجيهات الدولة المتمثلة في تمكين الحجاج من أداء الفريضة بكل يُسر وسهولة.
وأشار إلى أن الوزارة كلفت في هذا الصدد فريقاً من أصحاب الاختصاص من جامعتي أم القرى والملك عبدالعزيز بإجراء دراسة، تتناول تحديداً كمياً ونوعياً لجميع الخدمات التي تقدمها الشركات للحجاج، وكذلك أسعارها، من خلال مسح ميداني، ومن ثم تحديد خمس شرائح للخدمات، ولكل شريحة سعر محدد، وتكون الشرائح متاحة للحجاج لاختيار ما يرغبون. وهذه الشرائح معروضة في برنامج إلكتروني مع معلومات أخرى، يتمكن من خلاله الحاج من دفع التكلفة إلكترونياً.
وأبان الغامدي أن برنامج التسجيل الإلكتروني يحقق فوائد عدة، منها: توفير الشفافية والوضوح في حزم الخدمات والأسعار، ويمكن للحاج الحجز والدفع إلكترونياً؛ ما يسهل وييسر الاستعدادات للحج، كما يوفر البرنامج الإلكتروني مرجعاً نظامياً، يتم الرجوع إليه في حالة اختلاف الطرفين على حزم الخدمات أو السعر أو العقد. مع العلم بأن الطريقة التقليدية المطبقة حالياً لا توفر هذه المزايا.
وأفاد بأن الوزارة كانت قد نظمت اجتماعاً بحضور وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار والمجلس التنسيقي لحجاج الداخل واللجنة الوطنية للحج والعمرة، وطالب معاليه خلال الاجتماع المجتمعين بإبداء مرئياتهم في البرنامج قبل إطلاقه بصفة رسمية، وبعد هذا الاجتماع عُقدت ثلاثة اجتماعات، وتم الاستماع لمرئيات وملاحظات أصحاب الشركات، منها السماح للتسجيل لنسبة معينة من الحجاج عن طريق الشركة مباشرة، والأخذ ببعض الاستثناءات التي تتطلبها مقتضيات الواقع وراحة الحاج.
وأكد أن هذا البرنامج سيحقق -بمشيئة الله تعالى- تطلعات المواطنين والمقيمين في التمكُّن من الحج بأسعار وخدمات مناسبة، وفي الوقت نفسه يضمن الوضوح والشفافية والرقابة الفعالة، ويعود بالربح على الشركات أيضاً.
وأبدى المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام استعداد الوزارة لإطلاع وسائل الإعلام على البرنامج كاملاً للتعرف على الفوائد الكبيرة التي يحققها تطبيقه، مشيراً إلى أن هناك نظاماً مماثلاً مطبقاً على المعتمرين القادمين من خارج السعودية، وآخر سيطبق بشكل كامل على الحجاج القادمين من الخارج.