أرجع المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية بدول الخليج والشرق الأوسط، صالح بن سعد اللحيدان، ادعاء البعض بأنهم المهدي المنتظر إلى "بارانويا العظمة"، مشيراً بأنه لدى جميعهم قاسم مشترك، هو الحالة النفسية المسماة "البارانويا"، التي تنقسم إلى قسمين: بارانويا العظمة، والتوجس والهوس الحاد المتقطع. وأوضح اللحيدان أن هذا المرض يعود من خلال الدراسات القضائية إلى تراكمات نفسية فسيولوجية تصيب هؤلاء، حيث إنهم يعانون من ضغط شديد، سواء من المجتمع أو الأسرة أو العمل أو المدرسة، ولديهم طموح انقلب بالأخير إلى طمعٍ، كما أن لدى نسبة كبيرة منهم ذكاء حاد تتجاوز نسبته 90%، ولكنهم لم يوظفوه كما ينبغي لفقدان المثل الأعلى داخل الأسرة. وأشار بأن الفتن التي حدثت في بعض الدول العربية، الناجمة عن الثورات، كانت سبباً رئيساً في حدوث اضطرابات نفسية فسيولوجية لدى البعض، حيث إنها قامت فجأة وانتهت فجأة وبعضها لم ينته بعد، كما تبلورت الأفكار وتضخمت لدى البعض؛ بسبب ما حصل من فتن وفوضى واختلاط وثورات، والصحيح أنهم هنا لم يقتنعوا بذلك، بل لأنهم في الأصل من حيث الدراسات القضائية النفسية العميقة يريدون الثورة على أنفسهم، وهو ما يسمى "جلد الذات العملي"، فهم يجلدون أنفسهم عملياً. وأضاف الشيخ اللحيدان أن منهم من يقرأ عن صفات المهدي وحالاته، ثم يطبقها على نفسه، ويريد إقناع الآخرين بذلك. وطالب اللحيدان الجهات المعنية بإحالة هؤلاء إلى المصحات النفسية لعلاجهم. يُذكر أن الأجهزة الأمنية ضبطت مؤخراً حالات عديدة لأناس يدَّعون أنهم المهدي المنتظر، وسُجلت حالتان في كل من: الرياض، ومكة المكرمة، وحالة واحدة في كل من: القطيف، والمدينة المنورة.