كشف تعاون مُثمر بين هيئتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظتي "جدةوالطائف"، عن مسكن تحول لتصنيع العرق المُسكر وتخزين عبوات منها، بعد عمل وتتبع شاق بين المحافظتين، وتم ضبط زعيم التصنيع، والذي يتنقل بست إقامات تحمل صورًا له بأسماء مُختلفة. وكانت الهيئة بمحافظة جدة قد ضبطت مواطنًا بحيازته عبوات من العرق المُسكر قبل ثلاثة أيام، وتم عن طريقه الاستدلال على من يمول له تلك الكميات، حيث أبلغ عن تعاونه مع وافد "إريتري" بالطائف، هو من يُصنع له المُسكر، وحينها طُلب منه عضو الهيئة أن يُنسق مع ذلك الإريتري ويطلب منه توفير كمية من عبوات العرق المُسكر، وبالفعل تم ذلك وحضر بنفسه من الطائف ومعه الكمية المطلوبة، وسلمه إياها.
إثر ذلك أخضع أعضاء الهيئة في جدة ذلك الوافد المُصنع للمراقبة والمتابعة الجادة، بعد أن كان قد عاد للطائف وحمل معه في سيارته أربعة كراتين مليئة بعبوات من العرق المُسكر، وتوجه بها مرةً ثانية إلى جدة، وهناك تم القبض عليه عند مخزن خصصه لحفظ عبوات الخمور.
ومرر أعضاء الهيئة في جدة البلاغ والمعلومات إلى هيئة الطائف عن موقع المصنع الذي يُنتج العرق المُسكر بالمحافظة، وتولت الهيئة بالطائف، وبمتابعة وإشراف من رئيس الهيئة الشيخ عبدالله الأسمري، والآمر المناوب بفرع الهيئة في منطقة مكة، وبالتعاون مع فرقة من شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الطائف، مداهمة موقع المصنع، وهو عبارة عن شقة بعمارة سكنية، وتحديدًا في حي الشطبة المأهول بالسكان.
وتم ضبط امرأتين إثيوبيتين بداخل المصنع، وعُثر على أكثر من سبعة آلاف لتر من الخمور على النحو التالي: 1524 عبوة مياه معدنية من الحجم الكبير مليئة بالعرق المسكر وجاهزة للترويج، و12 برميلاً سعة الواحد منها 500 لتر مليئة كذلك بالمُسكر، مع برميلين من سعة 200 لتر، بخلاف كل الأدوات المُستخدمة في التصنيع وبطرق مُمكنة للقيام بذلك.
ووجد مع الإريتري المقبوض عليه في جدة ست إقامات تخصه بصورته، ولكنها بأسماء وأرقام مختلفة؛ للتنقل بها والتمويه، بالإضافة إلى ثلاث رخص سير بأسماء مختلفة وبصورة واحدة تخصه، مع استمارة سيارة تخصه، فيما كُشف عن تنقله من الطائفلجدة عبر طرق يسلكها بعيدة عن نقاط التفتيش، وذلك عن طريق السيل.
وعلمت "سبق" أن زعيم التصنيع الإريتري، كان قد استأجر الشقة في حي الشطبة بالطائف، وحولها لمصنع إنتاج للعرق المسكر، واختار أن يكون بين السكان، وبالقرب من أحد المساجد بالحي.
وكانت الهيئة بالطائف قد قبضت عليه في العام 1433ه، في حي القمرية، ومعه ثلاث من النساء، داخل مصنع مماثل، وتم تسليمه لشُرطة جدة، في حين جرى تسليم النساء مع موقع المصنع لمركز شرطة النزهة بالطائف لاتخاذ الإجراءات بحقهم.