دشنت مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة، الحملة التوعوية بأمراض الالتهاب الكبدي تحت شعار "معاً للقضاء على الالتهاب الكبدي.. اعتنِ بكبدك.. فكّر بالالتهاب الكبدي"، والتي نظمتها إدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى على مدار يومين بمركز العيادات الخارجية؛ بمشاركة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الكبد والمركز السعودي لزراعة الأعضاء. وأكد المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالقطاع الغربي الدكتور منصور بن أحمد الجندي، في كلمته بمناسبة التدشين، أن منظمة الصحة العالمية تحتفل باليوم العالمي لالتهاب الكبد؛ بهدف زيادة مستوى وعي أفراد المجتمع بالتهاب الكبد الفيروسي والأمراض التي يسببها، وتشمل الأمراض المعدية المعروفة باسم التهابات الكبد A وB وC وD وE والتي تؤثر على مئات الملايين من الناس في أنحاء العالم، وأضاف أن هذه الفيروسات تمثل خطراً كبيراً على الصحة العامة، فيمكن لفيروسات التهاب الكبد A، B، C أن تسبب عدوى حادة أو مزمنة أو التهاباً بالكبد يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
وأضاف: "حسب تصريحات المكتب الإقليمي لإقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية فالالتهاب الكبدي الفيروسي هو أحد أكثر الأمراض شيوعاً في الإقليم، فكل عام يصاب ما يقارب 4.3 مليون شخص بالالتهاب الكبدي من النمط B و800 ألف شخص بالالتهاب الكبدي من النمط C، وببلوغ الأطفال سن الخامسة عشرة يكون نصفهم قد تعرضوا للالتهاب الكبدي من النمط A".
وأوضح "الجندي" أن منظمة الصحة العالمية أصدرت عام 2015م توصيات جديدة بشأن علاج التهاب الكبد C اعتمدت من قبل 194 دولة في منظمة الصحة العالمية قراراً يقضي بتحسين الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي وتشخيصه وعلاجه، وذلك في إطار المحاولات العالمية للقضاء على هذا "القاتل الصامت".
وبيّن: "اشتملت التوصيات على تعزيز الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي والأمراض المرتبطة به، وإجراء فحوصات بشأنها ومكافحتها، ورفع مستوى التغطية بلقاحات التهاب الكبد B ودمج اللقاح في برامج التحصين الوطنية".
وواصل: "كما ناقش نخبة من الأطباء في الحملة التوعوية بعضاً من أوراق العمل التي تختص بالتوعية الصحية لمرض الالتهاب الكبدي؛ ومنها: انتشار التهاب الكبد الوبائي للدكتور عبدالحكيم الثقفي المدير التنفيذي المشارك بإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى، والتهاب الكبد الوبائي B للدكتور طه فرح رئيس قسم الجهاز الهضمي استشاري أمراض المعدة والأمعاء، والتهاب الكبد الوبائي A للدكتور ماجد الشمراني مساعد المدير التنفيذي المشارك للطب الوقائي ومكافحة العدوى، والتهاب الكبد الوبائي C للدكتور فيصل سناي استشاري الجهاز الهضمي، وأنواع أخرى من التهاب الكبد الوبائي للدكتور محمود عبدالعزيز الصحة العامة، والتهاب الكبد الفيروسي والتدابير الصحية لمكافحة العدوى للدكتور معتصم محمد استشاري مساعد الصحة العامة، وتطعيم الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي للدكتور فيصل فرحات استشاري الصحة العامة".
وقال "الجندي": "الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني تسعى من خلال برامجها العلاجية والوقائية إلى تحقيق تكامل فريد من نوعه يرتقي بالخدمة المقدمة للمرضى إلى أعلى المستويات المهنية المتخصصة وتطبيق معايير عالمية للرعاية الطبية.
وبيّن المدير التنفيذي المشارك بإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى الدكتور عبدالحكيم الثقفي أن الهدف من الحملة توعية أفراد المجتمع بمعدلات انتشار أمراض الالتهاب الكبدي والعوامل المسببة له والمضاعفات المترتبة على الإصابة وطرق الوقاية والحماية، مشيراً إلى أن خطورة أمراض الالتهاب الكبدي تكمن في أن كثيراً من المرضى قد يكونون حاملين للفيروس المسبب للمرض دون ظهور أية أعراض، مما يشكل خطراً لنقل العدوى لغيرهم من الأصحاء.
وأوضح أن الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن مضاعفات الالتهاب الكبدي تتسبب في وفاة 1.4 مليون شخص سنوياً، مبيناً أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة قامت باتخاذ تدابير استراتيجية لمكافحة الفيروسات التي تصيب الكبد، ومن بينها برنامج التحصين الشامل لجميع العسكريين من منسوبي وزارة الحرس الوطني، وبرنامج الكشف المبكر عن الفيروسات للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة والمخالطين للمرضى المصابين، بالإضافة إلى البرامج التدريبية للوقاية من الأمراض السارية وحملات التثقيف الصحي للمرضى ولأفراد المجتمع بشكل عام.
وتابع "الثقفي": "إضافة إلى تعدد وسائل الوقاية من العدوى بالفيروسات الكبدية فهناك مستوى الوقاية الأول ومستوى الوقاية الثاني والثالث؛ حيث يشمل مستوى الوقاية الأول وسائل تكثيف الحملات الإعلامية ورفع مستوى الوعي بطرق انتقال العدوى بالتهابات الكبد؛ حيث يمثل التطعيم عماد الوقاية من التهابات الكبد (أ) و(ب)، لذا يجب الالتزام بالتطعيم وفق الجدول الزمني للأطفال وأيضاً لمخالطي المرضى والذين لم يسبق لهم التطعيم، وتنفيذ استراتيجيات نقل الدم المأمون والتي تشمل التبرع الطوعي بالدم، والتثقيف الفعَّال حول التبرع بالدم وانتقاء المتبرعين، والتحري المضمون الجودة لجميع مكونات الدم.
وواصل: "وفي ذات مستوى الوقاية الأول، يجب اتخاذ احتياطات مكافحة العدوى في مواقع الرعاية الصحية وفي المجتمع، حيث تقي هذه الاحتياطات من انتقال الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد والكثير من الأمراض المعدية الأخرى، والابتعاد عن العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج، وتطبيق إجراءات السلامة المهنية، وهذه تسهم في وقاية العاملين في مجال الرعاية الصحية من العدوى بالتهاب الكبد (ب) و(ج)، فضلاً عن أن الماء والطعام المأمون يوفران الحماية من العدوى بالتهاب الكبد (أ) والتهاب الكبد (ه)".
وأشار "الثقفى" إلى أن مستوى الوقاية الثاني يشمل برامج الكشف المبكر عن الفيروسات؛ حيث تقدم أفضل الفرص للدعم الطبي والوقاية بفعالية، كما تتيح لمن تعرَّض للعدوى إمكانية اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من انتقال المرض للآخرين، وتساعد المصابين في المحافظة على صحتهم وتجنب التعرض لبعض الأدوية أو المواد الأخرى المعروفة بتأثيرها السام على الكبد، والمستوى الوقائي الثالث فيشمل سرعة تقديم العلاج الفعال للمرضى المصابين ومتابعتهم، والحد من حدوث المضاعفات المترتبة على الإصابة.
واختتم قائلاً: "الالتزام باشتراطات مكافحة العدوى في المؤسسات الصحية يوفر الحماية للمرضى وللعاملين في المجال الصحي، وأن أمراض الالتهاب الكبدي يعد عبئاً على نظام الرعاية الصحية؛ لما يتطلب من تكاليف لمعالجة الفشل الكبدي وسرطان الكبد وأمراض الكبد المزمنة، وفي العديد من البلدان ومن بينها المملكة العربية السعودية يُعتبر التهاب الكبد هو السبب الرئيس لزراعة الكبد، كما يؤدي التهاب الكبد إلى فقدان في الإنتاجية؛ بسبب كثرة تغيب المصابين عن العمل".
وأوضحت ممرضة الصحة العامة بإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى عبير النمري، أن القضاء على انتشار الفيروسات الكبدية هو مسؤولية تضامنية تتفاعل فيها المؤسسات الصحية والبحثية والمجتمعية، وهو هدف يمكن تحقيقه والوصول إليه، والقضاء على فيروسات الالتهاب الكبدي يمثل أحد أهم التحديات للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتعتبر التوعية الصحية هي أهم الطرق الفعالة في إطار منظومة متكاملة من التدخلات الوقائية والعلاجية.