كَشَف رئيس مجلس إدارة الغرف السعودية عبدالرحمن الزامل ل"سبق"، عن بدء المباحثات "السعودية- الروسية" لإنشاء مركز ضخم لتخزين القمح المستورد من روسيا في المملكة، ومن ثم توزيعه على منطقة الشرق الأوسط؛ مؤكداً أن الخطوة ستعود بالفائدة على البلدين. وقال "الزامل": إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد لروسيا، جاءت في توقيت مهم للغاية، وساهمت في تحريك العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بعد توقف طويل؛ جرّاء عدم استقرار العلاقات السياسية بين البلدين خلال السنوات الماضية.
وبيّن: "هذا التوقف كان خطأ كبيراً من القطاع الخاص السعودي في عدم اهتمامهم بدولة كبيرة مثل روسيا؛ ولكن الآن عدنا -ولله الحمد- وتَكْمن روعة البداية في أن قوة الدفع جاءت مع زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان، الذي يرافقه فريق قوي من مختلف الوزارات والهيئات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية الهامة".
وواصل رئيس مجلس الغرف السعودية متحدثاً عن طبيعة الزيارة قائلاً: "أعطى الزخم الإعلامي الذي وجدناه مع الزيارة أهمية كبرى للمؤتمر الاقتصادي، وعند لقائنا القيادات الاقتصادية الروسية الحاضرة، اهتم كثير منهم بإنشاء وتطوير المجلس السعودي الروسي، ووعدناهم بذلك عقب العيد مباشرة بإذن الله".
وعن أبرز المباحثات، قال: "تم التركيز على أهمية التعاون في المجال الزراعي بين الطرفين؛ خصوصاً وأن روسيا تُصَدّر للمملكة الكثير من الشعير والقمح، وقد عرّضوا إنشاء شركة مشتركة لزراعه القمح وتصديره في نفس الوقت؛ حيث لديهم فكرة إقامة مركز ضخم لتخزين القمح المستورد في المملكة، ومن ثم توزيعه على منطقة الشرق الأوسط".
وتابع: "تم التركيز أيضاً في مباحثاتهم مع رجال الأعمال على 4 قطاعات مهمة وهي: الزراعة، والصحة، والعقار، والقطاع الصناعي، وجميع رجال الأعمال الحاضرين، كانوا يمثلون هذه القطاعات، والأمل كبير في أن يستمرّ التعاون في ظل حجم التبادل التجاري الكبير بين البلدين؛ حيث تتجاوز صادرات روسيا للمملكة مبلغ 8 مليارات ريال؛ بينما صادراتنا 100 مليون ريال، وشركة "سابك" تصدر من مصانع خارج المملكة حوالى 500 مليون دولار، ونحتاج لزيادتها ودعمها مع الاهتمام الحكومي الذي لاحظناه من الطرفين".
وكشفت رئيسة المجلس التجاري العربي الروسي "تتيانا قفيضابا"، عن بدء الترتيبات لإنشاء صندوق "سعودي- روسي" مشترك للاستثمارات، ينتظر أن يضخّ فيه القطاع الخاص من الطرفين مبلغاً يصل إلى ملياري دولار؛ وذلك لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الطرفين، وقالت: "لأول مرة نشعر أن اللقاء يلقى اهتماماً بالغاً من الطرفين؛ لأنه في السابق كان الطرف الروسي أكثر اهتماماً من الطرف السعودي".
وأضافت: "كثير من رجال الأعمال تحاوروا في لقاءات استثنائية ولقاءات حول طاولة مستديرة، ورجال الأعمال الروس، لأول مرة، يرون اهتماماً كبيراً من رجال الأعمال السعوديون للعمل سوياً في مجال الأعمال"؛ مؤكدة أن زيارة سمو ولي ولي العهد خطوة متقدمة، وعمِلت حافزاً قوياً لتطوير العلاقات في المجال الاقتصادي.