أظهر تقرير طبي صادر عن الهيئة الصحية الشرعية الأساسية الثانية بمنطقة الرياض التابعة لوزارة الصحة وفاة طفلة وهي ما زالت على قيد الحياة، وتتلقى العلاج في المستشفى، وذلك بعد شكوى تقدم بها والد الطفلة غادة القحطاني، اتهم فيها مدينة الملك فهد الطبية بالإهمال الطبي لابنته؛ ما تسبب بإصابتها بالشلل الرباعي وفقدانها البصر. وتفصيلاً، قال والد الطفلة غادة ل"سبق": "فوجئت بما صدر عن الهيئة الصحية المكونة من قاضٍ في وزارة العدل ومستشار نظامي من وزارة الصحة وثلاثة أطباء؛ أصدروا تقريراً يشير إلى وفاة ابنتي التي هي الآن قابعة في مستشفى الحياة الوطني؛ وتتلقى العلاج". وأضاف "على ما يبدو، فإن اللجنة لم تقم بدراسة ملف الشكوى، وقامت بتبرئة ساحة الأطباء من الإهمال الذي تسبب في إعاقة ابنتي".
وروى القحطاني قصة مرض ابنته ثم تدهور حالتها، وقال: "ذهبت أنا وابنتي غادة إلى قسم الطوارئ بمدينة الملك فهد الطبية سيراً على الأقدام، وكانت تشتكي من صداع وقيء، وبعد الكشف الطبي أخبرني الطبيب المناوب في ذلك اليوم بأنه لا بد من التدخل الجراحي على الفور؛ وتم أخذ ابنتي إلى غرفة العمليات، وعمل فتحة (شنط) في الرأس لتسريب السائل النخاعي خارجاً".
وأكمل "نُوّمت غادة في مدينة الملك فهد الطبية لإجراء الفحوصات الطبية التي توضح سبب تجمع هذا السائل النخاعي، وعقب إجراء الفحوصات الشعاعية والرنين المغناطيسي أخبرني الاستشاري بأن هناك ورماً سرطانياً يتموضع بين المخ والمخيخ، وأنه خطير من الدرجة الرابعة في الأورام الدموية؛ ولا بد من استئصاله، وقد ينتج من العملية أعراض عدة، منها الموت أو النزيف الدماغي أو فقدان جزء من الجسم".
وأوضح والد الطفلة أنه "بالفعل قمت بالتوقيع على ما ذكره الطبيب، وأُجريت لها العملية، وعقب الانتهاء منها أخبرني بأن العملية تمت بنجاح - ولله الحمد - إلا أنه ترك ما يقارب 5 % من الورم؛ كونه ملتصقاً بالجذع"، ويتساءل والد الطفلة عن "سبب ترك الطبيب هذه النسبة الخطيرة جداً؟".
وأشار القحطاني إلى أنه "في اليوم السابع، وأثناء عطلة الأسبوع، عانت ابنتي ألماً شديداً في الرأس والرقبة واليد اليسرى؛ وقام الطبيب المناوب بمتابعتها مبيناً وجود فتح في جرح العملية، وخروج سائل النخاع الشوكي، وقام بإجراء خياطة سريرية لها، لكنها بقيت تعاني الألم؛ فتم استدعاء طبيب من العناية لإجراء أشعة تلفزيونية للرقبة ".
وأضاف "تم بعد ذلك استدعاء الطبيب المناوب الذي نصح بإجراء أشعة مقطعية، وفي الساعة ال11 ليلاً شوهد خروج الدم من أنبوب الشنط المصرف للسائل بشكل كثيف، وبدأت ابنتي تدخل في حالة إغماء؛ وتم نقلها على الفور إلى غرفة العمليات. وفي تمام الساعة ال4 فجراً أبلغني الطبيب بأنه قام بالاتصال بالاستشاري المعالج الذي سبق أن أجرى لها العملية، وقام باستئصال الورم، طالباً منه الحضور إلا أنه أفاد بوجوده خارج الرياض".
وقال والد الطفلة غادة: "كما أخبرني الاستشاري بأنه قام بإجراء ما بوسعه لإيقاف النزيف، وأنه لم يقم بإعادة عظم الجمجمة، ووضعه في بنك الدم، وأن هناك دماً على ثلاث مراحل: منه ما هو قديم عائد للعملية الأولى، وآخر متموضع منذ 15 يوماً، إضافة إلى دم حديث خرج من الشنط".
وأردف "في دوام يوم السبت حضر الاستشاري الذي أجرى العملية، وقام بإدخال ابنتي إلى غرفة العمليات، ولما انتهى أبلغني بأنه أجرى لها أشعة مقطعية، وتم إيقاف النزيف".
وتابع "وضِعَت بعدها غادة 48 يوماً في العناية المركزة، وبعدها بدأت تصحو تدريجياً، لكن تسبب لها هذا الإهمال في فقدان الحركة وكذلك البصر".
ويطالب القحطاني بعلاج ابنته في المستشفيات التي توفر علاجها داخلياً أو خارجياً، وكذلك التحقيق في مجريات حالة ابنته منذ دخولها المستشفى على قدميها مبصرةً حتى هذه اللحظة التي لا تفارق فيها سريرها مقعدةً عن الحركة فاقدةً القدرة على النطق والبصر "وكذلك القرار الذي أصدرته الهيئة الشرعية التي لم تتأكد مما إذا كانت ابنتي حيةً تُرزق أم متوفاة، ورغم ذلك أصدرت قرارها".