أطاح مركز شرطة الشفا بالطائف بإثيوبي يُعدُّ أحد أكبر مديري مصانع العرق المسكر بالمحافظة بعد عامين من البحث والتحري، وهو ممن قُبض عليه سابقاً، ثم عُفي عنه ورُحِّل، إلا أنه عاد لممارسة نشاطه لأكثر من ثلاث سنوات قبل أن يتم القبض عليه، فيما جرى الاستدلال عن طريقه على مجموعة من المصانع بمواقع متعددة سيتم التعامل معها لاحقاً. وكان الإثيوبي المعروف ب"علم" قد عاد للسعودية بعدما جرى ترحيله منها ووضعه ضمن "القائمة السوداء" إثر صدور حُكْم عليه في العام 1429ه بسجنه عامين عقب القبض عليه أواخر عام 1428ه، وقد أمضى من مدة السجن ثمانية أشهر وشمله عفو ملكي، ثم رُحِّل "علم" عن السعودية، لكنه عاد إليها مرة أخرى، ومارس نشاطه نفسه، ولكن بقوة وحذر هذه المرة؛ حيث ظل أكثر من ثلاث سنوات يمارس نشاطه الإجرامي. وإثر توافر معلومات بعودته لدى الجهات الأمنية بمحافظة الطائف جرى تكثيف التحريات عنه، إلى أن وقع في قبضة مركز شرطة الشفا بعد جهد أمني بذله مدير المركز المقدم أحمد الزهراني وعدد من رجاله، بإشراف ومتابعة من مدير شرطة الطائف اللواء مسلم بن قبل الرحيلي. وبدأت تفاصيل القبض على "علم" عندما زرع مركز شرطة الشفا بالطائف نقطة تفتيش أمنية بوادي الأقيلح؛ حيث اشتُبه في شاب (24 سنة)؛ حاول تجاوز النقطة بمركبته في ساعة متأخرة من الليل. وبتفتيش المركبة عُثر بداخلها على أسطوانة غاز، وبسؤاله عنها أفاد بأنه ينوي إيصالها لأسرته التي تسكن بالطائف، إلا أنه كان متجهاً نحو منطقة الشفا التي تحتوي على مصانع عدة وعدد من مروجي الخمور، التي سبق أن مشطها رجال الشرطة. فجرى استدعاء الشاب لمركز الشرطة، وبالتحقيق معه اعترف بأنه يمارس بيع المسكر المحرَّم بالتعاون مع "الزعيم"؛ فطلب المقدم الزهراني من الشاب أن يتواصل مع "الزعيم" وكأن شيئاً لم يكن، على أن يرافقه أثناء التسليم. وبالفعل تم ذلك، وجرى تحديد موقع التسليم بشارع 25 بالطائف، وأُلقي القبض على الإثيوبي المطلوب المسمى "علم" الذي كُشف عن تزعمه وإدارته مصانع العرق المسكر بالشفا والهدا والوقادين بالقرب من سوق الأنعام والقويسم، كما أن معه ثلاثة شركاء، ويعمل لديه أعداد كبيرة من الإثيوبيين الذين يقومون بعملية التصنيع والترويج، متفقاً معهم على التشغيل بالنسبة. وكشفت مصادر ل"سبق" أن هذا الزعيم الإثيوبي وشركاءه يحولون المبالغ المالية التي يكسبونها من التصنيع والترويج إلى بلدانهم عن طريق مقيمين من أبناء جلدتهم مقابل 20% من المبلغ المحوَّل. وقد صادقت الشرطة على اعترافات "علم" بانتظار إحالته للسجن العام، فيما تولت فِرَق مركز شرطة الشفا التحري عن المصانع التي يتزعمها واعترف بها.