استنكر عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد بأبها وإمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين، الشيخ الدكتور محمد بن أحمد بن محمد الحواشي ما حصل في جامع العنود وقبله بجامع قرية القديح من تفجير. مذكراً البغاة بقول خالقهم (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) فما أعظم جرم من أفسد أو يفسد في الأرض بعد أن أصلحها الله وبث فيها أمنها ورخاءها وما أكبر ذنب من أفسد في بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومبعث الرسالة.
وقال: " أيها الشباب أناديكم من دافع الغيرة عليكم فأقول تأملوا وتفكروا من المستفيد من فقدان الأمن في بلاد الإسلام والسلام بلاد الحرمين الشريفين من المستفيد؟ المستفيد مما تقومون به هو العدو الصفوي ومن خلفه من أذناب يريدون الاستيلاء على خيراتكم وبعدها فأول من يصفون ويقتلون أنتم لأن مهمتكم قد انتهت والغاية منكم انقضت".
وأضاف: "يا شبابنا لا تكونوا سبباً في إشعال الفتنة في بلاد السلام والإسلام لا تكونوا سببا في إراقة الدماء ونشر الفوضى، وتذكروا قول ربكم ووعيده (ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، عودوا لرشدكم وتأملوا قوله تعالى عمن أفسد وقتل وروع (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد). وفي الصحيح أنها نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف لبني زهرة أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة وأظهر الإسلام وأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منه وقال الأخنس إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم أني صادق وذلك قوله (ويشهد الله على ما في قلبه) ثم خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله عز وجل (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).
وأكد الشيخ الحواشي إن حادث التفجير الذي استهدف مسجد قرية القديح وجامع العنود أول ما يستهدف زعزعة واستقرار هذا البلد الأمين وتمزيق وحدته وإحداث شرخ في وحدة الأمة وقوتها من خلال إثارة النعرات الطائفية وإدخال بلادنا في دوامة من العنف والقتل. والإسلام إنما جاء بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والبغي والعدوان يقول ربكم (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
إن من فضل الله ونعمته على هذه البلاد أن التعايش والانتماء للدولة من جميع فئات المجتمع هو السائد بحمد الله منذ تأسيسها إلى يومنا هذا في صورة رائعة أثارت حقد الأعداء وحسدهم وقد وجدوا فيكم أيها الشباب مطية سهلة لتنفيذ مخططاتهم.
وقال الحواشي: "الوطن وطن الجميع والأمن منفعة للجميع فعلى الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم الدينية والوطنية تجاه أمن هذه البلاد ووحدتها وأن نكون جميعا يدا واحدة وصفا واحدا خلف قيادتنا وولي أمرنا ومع رجال أمننا ضد كل من يهدد أمن الوطن ولحمته وتماسكه ومقدراته
والله نسأله أن يرد عنا كيد الكائدين وحسد الحاسدين ومكر الماكرين وفساد المفسدين وأن يجعل في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا عليهم إنه على كل شيء قدير".