يواصل الأمن السعودي نجاحاته في دحض فلول الإرهاب وتفكيكه واقتلاعه من جذوره قبل الوصول لمراده والبدء في تنفيذ مخططاته الإجرامية التي تستهدف المساجد والأبرياء من المدنيين ورجال الأمن، وكان آخرها أمس عندما تم إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين بجامع العنود بمدينة الدمام أثناء أدائهم صلاة الجمعة. ويرى مراقبون أن الطريقة الجديدة التي بدأ ينتهجها تنظيم "داعش" الإرهابي، المتمثلة في تفجير المساجد واستهداف المصلين، إنما هي دليل على فشل التنظيم في السعودية بعد أن تم تضييق الخناق على عناصره وإحباط مخططاتهم الهدامة.
"سبق" تستعرض في هذا التقرير نجاحات رجال الأمن في التصدي لهذه الفئة الضالة، التي تستغل الشباب وصغار السن لتنفيذ عملياتها الانتحارية لقتل الأبرياء بعد تلويث أدمغتهم بأفكار ضالة؛ وذلك بقصد زرع الفتنة وإثارة النعرات الطائفية وزعزعة أمن واستقرار هذا البلد لمصالح أجندة خارجية.
أول لطمة تلقاها تنظيم داعش وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في شهر رجب من العام الماضي 1435 تمكنها من تفكيك أول تنظيم إرهابي في السعودية مرتبط بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وإلقاء القبض على 62 متورطاً، معظمهم سعوديون، من بينهم 35 من مطلقي السراح في قضايا أمنية، وممن ما زالوا رهن المحاكمات؛ لتكون أول لطمة وهزيمة للتنظيم، الذي يبيح دماء الأبرياء.
ضبط 77 لهم ضلوع في تفجير الدالوه وفي الثالث من صفر من عام 1436ه أعلنت وزارة الداخلية تمكنها من الكشف والقبض على شبكة إجرامية مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، ومتورطة بضلوعها في تفجير قرية الدالوه، قوامهما 77 شخصاً، منهم 73 سعودياً و4 مقيمين، تلقوا أوامر من الخارج بتنفيذ العملية.
مواصلة النجاحات الأمنية ولم تتوقف إنجازات رجال الأمن عند ذلك الحد، بل إنه في تاريخ 9/ 3/ 1436ه أعلنت الداخلية أيضاً القبض على خلية إرهابية، سمت نفسها "جند بلاد الحرمين"، وهي تنتمي لتنظيم داعش، وتتكون من 15 شخصاً، جميعهم سعوديون، كانوا يخططون لتنفيذ عملياتهم الإجرامية ضد مقار أمنية ومجمعات سكنية، واغتيال عسكريين من مختلف القطاعات.
وفي تاريخ 11/ 4/ 1436ه تم بالتحديد في منطقة القصيم القبض على مواطن سعودي، اتضح من المتابعة ارتباطه بعناصر من تنظيم داعش الإرهابي، وأقر في أقواله بمبايعة المكنى "أبو بكر البغدادي" وتخطيطه لاغتيال رجال أمن، حدّد ورصد مقار سكنهم وطرق سيرهم.
القبض على 65 مرتبطين بالتنظيم وفي تاريخ 17/ 5/ 1436ه جرى القبض في مناطق عدة من السعودية على عناصر لتنظيم إرهابي مكون من "65" شخصاً، جميعهم سعوديون، عدا اثنين من حملة البطاقات، وواحد فلسطيني، وآخر يمني. وترتبط هذه العناصر بتنظيم داعش الإرهابي في الخارج، وكانوا يخططون لاستهداف مجمعات سكنية، وتنفيذ عمليات لإثارة الفتنة الطائفية على غرار ما تم في حادثة الدالوه بتاريخ 10/ 1/ 1436ه، وكذلك استهداف رجال الأمن ومهاجمة سجون المباحث العامة.
فشل محاولة تفجير السفارة الأمريكية وفي تاريخ 22/ 5/ 1436ه توافرت معلومات عن تهديد محتمل بعملية انتحارية ضد سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالرياض بواسطة سيارة محمَّلة بالمتفجرات، ووجود تواصل تنسيقي بين أطراف التهديد، وعددهم ثلاثة أشخاص، أحدهم سعودي الجنسية، والآخران من الجنسية السورية، يقيمان في دولة خليجية.
وفي بتاريخ 23/ 5/ 1436ه تمكنت السلطات من القبض على شخصين يشتبه في وجود علاقة لهما بهذا التهديد، أحدهما سوري الجنسية، قدم إلى السعودية بتاريخ 20/ 5/ 1436ه، والثاني سعودي يسكن المدينةالمنورة، وينشط في جمع الأموال بطريقة غير مشروعة، وأقر بعلاقته بذلك النشاط مع شخص خارج السعودية من الجنسية السورية، وتبين من معلوماته التي أدلى بها عنه أنه شقيق الأول.
وفي تاريخ 29/ 6/ 1436ه أُلقي القبض على مواطن سعودي في منطقة الباحة، وتم استيقافه وهو يقود سيارته بحالة مرتبكة، وعُثر داخل السيارة عند تفتيشها على مواد مشبوهة، واتضح من النتائج الأولية للتحقيقات تأثره بتنظيم داعش الإرهابي نتيجة لمتابعته إصدارات التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أقر بتصنيع سلاحين ناريين بواسطة مواد مماثلة لما ضُبط بحوزته.
إحباط مخطط لتفجير 7 سيارات وأعلنت السلطات الأمنية السعودية في الخامس من رجب الماضي 1436ه إحباط مخطط لتفجير سبع سيارات من قبل تنظيم داعش الإرهابي؛ إذ وجدت ثلاث منها في مراحل التشريك في إحدى المزارع، وتم القبض على اثنين من عناصر التنظيم، هما يزيد أبو نيان ونواف العنزي، اللذان نفَّذا عمليات إرهابية استهدفت رجلَيْ أمن شرق الرياض، وتسببت في استشهادهما.
آخر قصص الفشل وكانت آخر قصص الفشل التي تجرعها التنظيم الإرهابي "داعش" أمس عند تمكن رجال الأمن من إفشال محاولة تفجير مسجد العنود بالدمام خلال صلاة الجمعة، الذي حاول تنفيذه انتحاري، ونتج منه مقتل 3 أشخاص وإصابة شخص؛ لتكون ضربة قاصمة لظهر التنظيم، الذي يتخذ من بلاد الشام والعراق مقراً له.