اعتبر مدير مكتب الدعوة والإرشاد بدبي "الشيخ الدكتور عزيز فرحان العنزي"؛ حادثَ التفجير الذي استهدف مسجد القديح بالقطيف، والذي راح ضحيته أبرياءُ آمنون؛ أنه عمل غادر وجبان لا يمت إلى الشرع ولا إلى القيم والأخلاق بأي صلة. وأوضح أن من قام بهذا الفعل لا يحمل في واقع الأمر إلا مشروع التدمير ونشر الفوضى وتكريس الكراهية، لافتاً إلى أن كل عاقل يدرك أن هذا الجرم الذي قام به الإرهابيون إنما أرادوا من ورائه إشعال شرارة الفتنة وضرب النسج الاجتماعي المتماسك بين أبناء الوطن، ولكن أبناء المملكة ولله الحمد مدركون لهذا المكر، فهم على وعي كبير بما يحاك لهم ولوطنهم من مؤامرات تهدف إلى تفريق صفهم وبث الفرقة بينهم.
وأضاف: لقد ضجت وسائل الإعلام منذ اللحظات الأولى من الحادث بعبارات التنديد والاستهجان والإنكار وتجريم مرتكبيه، وقد كان لهيئة كبار العلماء موقف حازم بينت فيه أن هذا الفعل ليس من الإسلام في شيء، وأنه ضرب من الإفساد في الأرض، ولقد أظهرت هذه الحادثة اللحمة الواحدة لأبناء هذا الوطن، وجعلتهم يقفون صفاً واحداً أمام جميع المهددات لأمنه واستقراره، مصطفِّين وراء ولاة أمرنا في مواجهة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله لتفويت الفرصة على أعداء الدين والوطن.
وطالب بضرورة الاعتصام بالكتاب والسنة والسير على نهج الصحابة، محذراً في الوقت نفسه من الشائعات والضرب على وتر الطائفية، وأن الوطن بجميع أطيافه أمام عدو مشترك، وأن المواطن هو رجل الأمن الأول.
وأوضح أن المتابع لبيان المتحدث الأمني "اللواء منصور التركي"، الذي ذكر فيه أعمار أرباب الفكر الضال من المتورطين في هذه العملية؛ يجد أن أغلبهم من صغار السن، وهذا يعني أن هناك استهدافاً ممنهجاً لصغار السن للتغرير والدفع بهم في مثل هذه الجرائم النكراء؛ مما يجعل المسؤولية عظيمة، وخاصة من الآباء تجاه أولادهم وأن تكون التربية والملاحظة على مستوى الحدث، ولاسيما مع هذا الفضاء المفتوح الذي يصطاد فيه الغلاة أولادنا من خلال بعض التقنيات الحديثة، وأن الرجوع إلى الأكابر من أهل العلم المشهورين بسلامة الدين والرسوخ في العلم؛ ضمانة بإذن الله من الانزلاق وراء الفتن، ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة.
وسأل الله جل وعلا أن يحفظ المملكة، وأن يديم الأمن والأمان عليها، وأن يحفظ ولاة أمرنا وشعبها من كل سوء، إنه سميع مجيب.