أعلنت وزارة التعليم اليوم الأحد إطلاق برنامج طموح للابتعاث والتدريب المنتهي بالتوظيف في العديد من التخصصات المطلوبة لسوق العمل، وتم تدشين البرنامج بمقر أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران في الخطوط السعودية بجدة بباكورة مشاريعه الهادفة، وهو مشروع يتيح الفرصة لخريجي الثانوية العامة والبكالوريوس والماجستير لدراسة دبلوم الطيران التجاري وصيانة الطائرات في معاهد وأكاديميات متخصصة. وبعد إتمام المبتعثين لبرامج التعليم والتدريب يتم تعيينهم وفق تخصصاتهم في الخطوط السعودية. وقام وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل والمدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، بحضور عدد من قيادات التعليم والخطوط السعودية، بتوقيع اتفاقية لابتعاث خمسة آلاف شاب سعودي على مدى خمسة أعوام، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، بمعدل ألف مبتعث كل عام، وفق شروط ومعايير الابتعاث المحددة من قِبل وزارة التعليم، للدراسة والتخصص في دبلوم الطيران التجاري وصيانة الطائرات بالولايات المتحدةالأمريكية. وبعد إتمام الدراسة تتولى الخطوط السعودية مرحلة التدريب النهائية في أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران. بعد ذلك يتم تعيين الطيارين على وظائف "مساعد طيار" بشركة الخطوط السعودية للنقل الجوي، وتعيين فنيي الصيانة في الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران.
وعبّر الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم في كلمة ألقاها بمناسبة توقيع الاتفاقية عن سعادته بإطلاق هذا البرنامج في صرح من صروح التدريب بالخطوط السعودية، مشيراً إلى أن المشروع الذي تم إطلاقه اليوم يترجم أهداف برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ويتيح الفرصة للآلاف من الشباب السعودي للاستفادة من برنامج متكامل، يجمع الابتعاث والتدريب والتوظيف في تخصصات يحتاج إليها سوق العمل.
وقال "الدخيل": "يطيب لي أن أكون معكم هذا اليوم؛ لنقدم سوياً هذا البرنامج المتكامل الذي يجسد الاستفادة المثلى من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويتيح فرصة ثمينة جداً لخمسة آلاف شاب سعودي؛ ليستفيدوا من برنامج مثالي يجمع الابتعاث والتدريب والتوظيف في تخصصات يحتاج إليها الوطن، ويتطلع إليها المواطن. ونحن سعداء في وزارة التعليم بالتعاون الإيجابي مع المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، وبتكامل جهودنا المشتركة في إعداد كوادر وطنية عالية الكفاءة والتأهيل، تخدم الوطن في شتى المجالات، وهو ما يهدف إليه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ونسعى عبر تعاوننا المشترك لتجسيده على أرض الواقع".
ونوه "الدخيل" بما شاهده وزملاؤه منسوبو التعليم من إمكانات بشرية وتقنية وبرامج تدريبية في الخطوط السعودية، وقال: "ما شاهدناه اليوم في أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران وغيرها من صروح المعرفة والتدريب في الخطوط السعودية من خبرات وكفاءات متخصصة وإمكانات كبيرة ووسائل تدريبية حديثة يبعث الفخر والاعتزاز، ويبث التفاؤل بمستقبل زاهر لأبنائنا في مجال الطيران التجاري وصيانة الطائرات".
واختتم وزير التعليم كلمته قائلاً: "أتطلع إلى اليوم الذي نستقبل فيه أبناءنا المبتعثين وقد تسلحوا بالعلم والتدريب؛ لينضموا إلى من سبقوهم من أبناء الوطن في ميادين العمل، ويسهموا بدور فاعل في مسيرة التقدم والتنمية التي تشهدها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -".
من جانبه، أوضح المهندس صالح بن ناصر الجاسر أن إطلاق هذا البرنامج المتكامل يأتي متزامناً مع انطلاق رحلة الخطوط السعودية (2020) المتجهة إلى مستقبل أفضل، التي تهدف إلى مضاعفة الأسطول وأعداد الركاب خلال خمس سنوات، وهو برنامج كبير للتحول والتغيير، يتطلب تأهيل كوادر وطنية متخصصة تواكب هذا النمو للمؤسسة وشركاتها ووحداتها الاستراتيجية. وقال "الجاسر": إن هذه المناسبة التاريخية التي نسعد فيها جميعاً بإطلاق هذا البرنامج المثالي والمشروع الوطني تأتي تتويجاً للجهود المشتركة والتعاون البنّاء بين وزارة التعليم والمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية في توفير برامج التعليم والتأهيل المتخصص، والفرص الوظيفية الطموحة لأبناء هذا الوطن المعطاء".
وأكد "الجاسر" في كلمته أن هذه الاتفاقية مثال يُقتدى في ترجمة التواصل المستمر والتعاون المثمر بين الجهات الحكومية إلى مبادرات إيجابية، تنتج كوادر وطنية عالية الكفاءة والتأهيل، ونموذج يحتذى في تخطيط البرامج المتكاملة تعليماً وتدريباً وتوظيفاً بما توفره لخمسة آلاف شاب سعودي من فرصة عظيمة لدراسة الطيران التجاري وصيانة الطائرات في أفضل المعاهد المتخصصة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، منهم ثلاثة آلاف مبتعث للدراسة والتدريب على الطيران، وألفا مبتعث في الشؤون الفنية والصيانة. وهي فرص تدريبية تنتهي بالتوظيف؛ الأمر الذي يمثل دعماً كبيراً لإمكانات المؤسسة ومواردها البشرية، ويواكب انطلاق رحلتها الاستراتيجية نحو المستقبل، ويدعم برامجها وخططها المستقبلية.
وأضاف "الجاسر": إن هذا التعاون المثمر سوف يسهم في إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية في مختلف المجالات باعتبارهم الثروة الحقيقية والعنصر الحاسم في تحقيق الأهداف ومواكبة المتغيرات المتلاحقة في صناعة النقل الجوي. ونحن حريصون على مواصلة هذا التعاون الإيجابي بين الوزارة والمؤسسة خدمة لهذا الوطن المعطاء ومسيرة التقدم والنماء التي تتواصل على أرضه المباركة برعاية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -.