قرّر مجلس إدارة صحيفة الوسط تعيين السيد عبيدلي العبيدلي رئيساً لتحرير الصحيفة بدلاً عن منصور الجمري. وكان المجلس قد أصدر في وقت سابق من اليوم قراراً بإقالة كل من: منصور الجمري رئيس التحرير، وليد نويهض مدير التحرير وعقيل ميرزا رئيس قسم المحليات بالصحيفة، كما نص القرار على إجراء انتخابات جديدة لعضوية مجلس الإدارة خلال الشهر المقبل. وقد قرّرت هيئة شؤون الإعلام السماح لصحيفة الوسط بالصدور ابتداء من غد الاثنين. ومن جهة أخرى رفع مجلس إدارة جمعية الصحفيين البحرينية أمر تجاوزات صحيفة الوسط وقيامها بالتدليس و"الفبركة" في نشر الأخبار إلى الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب وكل النقابات والكيانات المهنية الصحفية لاتخاذ موقف من تعدي الصحيفة على مهنة الصحافة وصدقيتها ورسالتها السامية. جاء ذلك خلال اجتماع طارئ عقده المجلس برئاسة عيسى الشايجي مساء اليوم بمقر الجمعية لمتابعة ما عرضه تلفزيون البحرين مساء أمس بشأن الأخبار "المفبركة" التي نشرتها الصحيفة عن الأحداث الأخيرة في البحرين. وأعرب مجلس إدارة الجمعية عن صدمته الشديدة لقيام الصحيفة بهذا التدليس الواضح للأخبار، معتبراً ذلك توجهاً واضحاً من الصحيفة للنيل من الأمن والاستقرار، وزيادة الاحتقان في البلاد. وأشارت الجمعية إلى أن ما حصل يُعدّ خرقاً لمبادئ الاتحاد الدولي للصحفيين الخاصة بممارسة مهنة الصحافة باعتباره مقياساً للممارسة المهنية للصحفيين؛ لما تتضمنه من أخلاقيات ومبادئ، ينص المبدأ الأول منها على "احترام الحقيقة، وحق الجمهور في معرفة هذه الحقيقة مسؤولية الصحفي الأولى"، بينما ينص المبدأ السابع على أنه "على الصحفي إدراك الخطر الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في نشر التمييز والتفرقة؛ وعليه أن يبذل كامل جهده لتجنب تقديم تسهيلات لهذا التمييز القائم على العرق، الجنس، الدين، الرأي السياسي، أو أي آراء أخرى والأصول الوطنية أو الدينية، أو أي نوع آخر من أنواع التمييز". كما ينص المبدأ الثامن من إعلان المبادئ على أنه "على الصحفي أن يعتبر ما يأتي جنحة وإساءة مهنية خطيرة: الغش، والتشويه المقصود للحقيقة". وأكدت الجمعية أن ما قامت به صحيفة الوسط يتنافى مع هذه المبادئ الدولية، ويدعو للخجل، ويندى له الجبين، كما يمثل وصمة عار في مسيرة الصحافة البحرينية التي عُرفت بالمصداقية والتوازن والتاريخ المشرف. وأضافت بأن ما قامت به الصحيفة لا يقبل التبرير أو التفسير؛ فقد كان التدليس والكذب واضحَيْن في الأخبار المنشورة، التي كانت تستهدف النيل من الحالة الأمنية والقائمين على الأمن في البلاد. وأكدت الجمعية أن هذا الأمر لا يخالف قانون الصحافة والنشر فقط وإنما يخالف التقاليد والأصول المهنية والصدق والأمانة والنزاهة التي كان يفترض أن تتحلى بها الصحيفة، كما يحتوى على تحريض واضح على الحقد والضغينة. وقالت إن الأسرة الصحفية أصابها الذهول الشديد من جراء هذه الافتراءات التي جاءت في وقت كانت فيه البلاد بحاجة إلى الأصوات المخلصة والشريفة والصادقة لإنقاذ البحرين من المجهول الذي كان البعض يحاول أن يجرها إليه. وعلى الصعيد نفسه رحَّبت جمعية الصحفيين بقرار هيئة شؤون الإعلام بالسماح للصحيفة بالصدور ابتداء من غد، كما رحَّبت بقرار مجلس إدارة الوسط بتعيين عبيدلي العبيدلي رئيساً للتحرير بالصحيفة، متمنية له التوفيق في مهمته. وطالبت الجمعية إدارة الصحيفة الجديدة بتقديم تفسير واضح، يشرح حقيقة ما حدث للرأي العام، وتحديد المسؤولين عن ذلك.