يتحدد غداً الأحد بطل النسخة ال20 لبطولة كأس الخليج، وذلك من خلال المباراة النهائية التي ستجمع بين منتخبنا الوطني والمنتخب الكويتي، وذلك بحضور الرئيس اليمني على عبد الله صالح. وقد تكررت المواجهة بين منتخبي السعودية والكويت في "كلاسيكو" الخليج؛ حيث التقى المنتخبان في الدور الأول ضمن منافسات المجموعة الأولى، وتعادلا سلباً في مباراة مثيرة، خصوصاً في الدقيقة قبل الأخيرة؛ حيث حصل "الأخضر" في تلك المباراة على فرصة ذهبية لانتزاع النقاط الثلاث حين احتسب الحكم الياباني كينجي اوغايا ركلة جزاء قبل النهاية بدقيقتين إثر هجمة شهدت نقلات عدة؛ حيث وصلت الكرة إلى قائده محمد الشلهوب داخل المنطقة فحضرها إلى تيسير الجاسم، لكنه تعرض لشد في قميصه من المدافع محمد راشد، ثم نفذ الشلهوب الركلة بيسراه مرسلاً الكرة إلى الجهة اليمنى لقائد "الأزرق" الحارس نواف الخالدي الذي تألق في الانقضاض عليها منقذاً مرماه من هدف محقق في الدقيقة الأخيرة. وقد تشكّل هذه الركلة منعطفاً واضحاً لكل من المنتخبين، السعودي لتعويض إهدار الفوز الذي كان سيمنحه صدارة المجموعة، والكويتي لتأكيد الثقة التي اكتسبها بإبعاد الهدف عن مرماه. مواجهات المنتخبين السعودي والكويتي تشكّل "ديربي" الكرة الخليجية؛ نظرا للتنافس الكبير بينهما منذ سنوات عدة، فضلاً عما حققه المنتخبان من إنجازات كبرى على الصعيدين الخليجي والقاري وأيضاً العالمي، أبرزها نجاحهما في بلوغ المونديال، "الأخضر" أربع مرات أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، و"الأزرق" مرة واحدة عام 1982، كما تُوّج المنتخب السعودي بطلاً للقارة الآسيوية ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996، ووصل إلى النهائي ثلاث مرات أخرى أعوام 1992 و2000 و2007، وحصل المنتخب الكويتي على اللقب الآسيوي مرة واحدة عام 1980. على الصعيد الخليجي يحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي بعدد الألقاب (9)، مقابل ثلاثة لنظيره السعودي أعوام 1994 و2002 و2003، لكنهما ابتعدا عن الألقاب في الدورات الثلاث السابقة التي ذهبت إلى قطر والإمارات وعمان على التوالي. والتقى المنتخبان 18 مرة في دورات الخليج حتى الآن، ويتفوق الكويتي بسبعة انتصارات مقابل 4 للسعودي، في حين كان التعادل سيد الموقف في سبع مباريات، ولم تشارك السعودية في الدورة العاشرة في الكويت عام 1990، ولم يلتقِ المنتخبان في الدورة الثامنة عشرة في الإمارات عام 2007. مدرب المنتخب السعودي البرتغالي جوزيه بوسيرو اجتاز محطات صعبة حتى الآن؛ فبعد الانتقادات التي واجهته لعدم استدعاء عدد كبير من اللاعبين الأساسيين إلى التشكيلة، واختيار عناصر شابة تشارك في دورات الخليج للمرة الأولى، قاد "الأخضر" إلى المباراة النهائية، وبات على بُعد محطة واحدة من اللقب قبل المشاركة في نهائيات كأس آسيا في قطر الشهر المقبل. اعتمد بوسيرو على خبرة أسامة المولد ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم وعساف القرني، وحيوية مهند عسيري ومشعل السعيد وسلطان النمري وغيرهم من العناصر الواعدة، لدرجة أنه اعترف بصعوبة مهمته لاحقاً عند اختيار تشكيلة كأس آسيا؛ إذ يعتبر أن العديد من اللاعبين الحاليين سيشاركون في البطولة الآسيوية. واللاعبون الغائبون هم: وليد عبدالله وأسامة هوساوي ومناف أبو شقير وحمد المنتشري وعبده وأحمد عطيف ونايف هزازي وناصر الشمراني وسعود كريري، فضلاً عن ياسر القحطاني المصاب. بدأ المنتخب السعودي مشواره في "خليجي 20" بفوز كبير على صاحب الأرض برباعية نظيفة، ثم قابل نظيره الكويتي دون تحقيق الفوز الثاني بتعادلهما سلباً في الجولة الثانية. وكانت الدقائق الأخيرة من مباراته مع المنتخب القطري في الجولة الثالثة المؤهلة إلى نصف النهائي قمة في الإثارة؛ فالتعادل كان كافياً للسعودية للتأهل، لكن "العنابي" حاول الفوز؛ فخطف هدفاً في الدقيقة 84 عبر إبراهيم الغانم وضعه لدقائق في دور الأربعة، وفي حين كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة تدخّل المدافع القطري حامد شامي لإبعاد كرة؛ فوضعها عن طريق الخطأ في مرمى منتخب بلاده مانحاً السعوديين التعادل وبطاقة التأهل. وفي نصف النهائي تغلبت السعودية على الإمارات بهدف لأحمد عباس. في المقابل نجح المدرب الصربي غوران توفيدزيتش في اجتياز العقبة تلو الأخرى في هذه البطولة وصولاً إلى المباراة النهائية. يُذكر أن منتخب الكويت كان قد أحرز لقبه الأول منذ عام 1998 بقيادة توفيدزيتش، وذلك حين تُوّج بطلاً لدورة غرب آسيا في الأردن بفوزه على نظيره الإيراني في النهائي قبل نحو شهرين. وفي "خليجي 20" خرج منتخب الكويت فائزاً على نظيره القطري في مباراته الأولى 1-صفر، ثم تعادل مع السعودية صفر-صفر، قبل أن يهزم اليمن بثلاثية نظيفة، ويتصدر المجموعة الأولى. وفي نصف النهائي أخرج نظيره العراقي بطل آسيا بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 2-2. ويعول المدرب الكويتي على مجموعة من العناصر البارزة، ويأتي في مقدمتهم الجناح فهد العنزي الذي يُعدّ أبرز اكتشافات الدورة؛ فبخلاف ترشيحه لجائزة أفضل لاعب فيها؛ نظراً لتألقه اللافت حتى الآن، فإنه أصبح محط أنظار العديد من الأندية، خصوصاً في السعودية، كما تردد اهتمام نادي بارتيزان بلغراد به. ويشارك غداً بدر المطوع متصدر ترتيب الهدافين في البطولة حتى الآن برصيد ثلاثة أهداف بالتساوي مع العراقي علاء عبد الزهرة، وذلك بعد أن غاب عن إحدى مواجهات المنتخب في الدور الأول؛ لحضوره جوائز الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور؛ إذ كان من المرشحين لجائزة أفضل لاعب قاري لعام 2010. وتزخر التشكيلة الكويتية أيضا بلاعبين جيدين أمثال الحارس نواف الخالدي ومساعد ندا وجراح العتيقي وطلال العامر وعبدالعزيز المشعان ويوسف ناصر.