في موقف ليس بغريب، وبدافع الشجاعة والذود عن حدود الوطن، انتفض المُسِن المئوي هادي بن حسين آل منصور؛ الملقب ب "عصيله" الذي شارك قوات الملك المؤسِّس -رحمة الله - في تحرير نجران، وقاتل في حرب الوديعة، وكان أبرز المشاركين في تطهير نجران من جنود ملك اليمن ابن حميد الدين؛ ذلك بعد علمه أن نجران تعرَّضت لصواريخ المتمردين الحوثيين، فكان ردّه الفوري: "أين بندقيتي .. أين عصاي وحزامي؟". هبَّ "آل منصور" رغم كبر سنه الذي تجاوز 105 أعوام، رغم أنه كان لا يستطيع النهوض أو المشي دون مساعدة أبنائه، وهبّ واحتزم بسلاحه بكل عزة وفخر لحماية وطنه من المعتدي؛ حيث نال موقف "آل منصور" الشجاع والحماسي الذى اشتهر عنه المعرفة والحكمة طوال سني عمره، ثناء أهالي نجران، مؤكدين أنهم درع حصين لهذا الوطن.
وتواصلت "سبق" مع ابن المسن هادي بن حسين آل منصور، وقال: "بعد سماع والدي نبأ قصف الحوثي أحياءً متفرقة بنجران اليومين الماضيين؛ حمل بندقيته على كتفه؛ وقام يردّد أبياتاً تحكي عن وقت الحزم؛ وقال فيها "نشتريها بالدراهم يلي هاب الردى .. يوم ولد الاش متصيقرن يبغا الغناة".
واكّد حسين بن هادي؛ نجل المُسن، ل "سبق"، أن والده المعمر لا يقدر على الوقوف إلا بين اثنين من أبنائه؛ مضيفاً أن والده يردّد هذه الكلمات: "هذا وقت الحزم لردع عدوان الحوثي وأعوانه؛ ونحن يدٌ واحدة لمساندة جنودنا البواسل على حدود مملكتنا الغالية؛ مهما كانت ظروفنا الصحيّة".
وقال الابن: "حدّثنا والدي أنه شارك مع قوات الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - في تحرير نجران عام 1351 هجري، وكان عمره 21 عاماً؛ وذُكر من ضمن القادة في ذلك الوقت، وشارك أيضاً في عددٍ من جماعته في حرب الوديعة، وكان من المشاركين في تطهير نجران من جنود ملك اليمن ابن حميد الدين؛ في أثناء ثورة اليمن، وتحديداً موقعة العريسة - نجران".
وكتب الشاعر حسين الغباري يقول، عنه: "شايبٍ ينقل لنا تاريخ يامي والله إن الشيب مارد الحمية قال هاتوا بندقي مع حزامي والله إني محتمي في كل هية".
كان مغرّدون قد تداولوا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صوراً لمُسِن نجران، وهو يحمل بندقيّته عند علمه بقصف الحوثي بعض الأحياء بمنطقة نجران.