جاءت دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لزعماء وقادة الخليج العربي إلى قمة كامب ديفيد، دليلاً واضحاً يؤكد وحدة وتلاحم الصف الخليجي تجاه القضايا والقرارات المصيرية التي تمر بها المنطقة العربية على وجه الخصوص والعالم عموماً. ميزان قوة حيث أدرك الرئيس الأمريكي أن القوة السياسية والعسكرية الموحدة التي جمعت دول الخليج في قضايا عدة، وكان آخرها التحالف العربي الخليجي الكبير الذي دعت له السعودية لمواجهة عصابات الحوثيين وميليشيات المخلوع على عبدالله صالح، قوة واضحة وميزان عدل إقليمي في المنطقة.
رسالة تطمين وجاءت دعوة "أوباما" لتؤكد أن دول مجلس التعاون فرضت نفسها على موازين القوة بالمنطقة خاصة بعد ملحمة عاصفتي الحزم والأمل، وفي تطور لاحق للاتفاق النووي الإيراني في محاولة أمريكية وصفها عدد من المحللين السياسيين كرسالة تطمين دول المجلس إزاء التقارب بين واشنطنوإيران.
قمة تاريخية ووصف السفير مارتن أنديك المبعوث الأمريكي السابق لمفاوضات السلام في الشرق الأوسط، قمة كامب ديفيد التي ستضم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، بأنها تاريخية وتمثل نقطة تحول في العلاقات الأمنية الأمريكية ودول الخليج العربية.
فوضى و"داعش" وقال "أنديك" -في ندوة عقدها المركز البحثي (المجلس الأطلنطي) في واشنطن بعنوان "الطريق إلى كامب ديفيد.. مستقبل الشراكة بين الولاياتالمتحدة والخليج"- إن الاضطرابات التي تشهدها المنطقة حالياً وانهيار النظام في بعض الدول وصعود تنظيم "داعش" وتصدير إيران للفوضى في المنطقة... جميعها أسباب أدت إلى عقد قمة كامب ديفيد، وأضاف أن هذه القمة ستوفر "تطمينات استراتيجية" لحلفاء الولاياتالمتحدة في الخليج.
لبنة أمنية وتابع "أنديك" الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس التنفيذي لمعهد بروكنجز: "الرئيس أوباما أدرك أهمية تقديم مثل تلك التطمينات لدول الخليج في إطار سلوك إيران في المنطقة، بالإضافة إلى التخوفات من طموحات إيران النووية"، مشيراً إلى أن القمة تُعتبر فرصة لبناء منظومة أمنية استراتيجية وستكون البداية التي يبني عليها الرؤساء الأمريكيون القادمون.
رؤية شاملة واعتبر سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، خلال الندوة، قمة كامب ديفيد، فرصة لتعزيز العلاقات الأمنية بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الست، مشيراً إلى ضرورة تبني رؤية شاملة للأمن الإقليمي.
قوة درع جسّدت عمليات عاصفة الحزم التي أطلق شرارتها خادم الحرمين الشريفين، تلبية لنداء ونصرة الأشقاء اليمنيين عنواناً لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، ترجمت على أرض الواقع، وأحيت مرحلة التحالفات التي بدأت عام 1948 أثناء حرب فلسطين، والتي شارك فيها عدد كبير من الدول العربية؛ تنفيذاً لقرار اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية ضد قيام الدولة الإسرائيلية على أرض فلسطين.
وكانت السعودية في مقدمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إدراك أهمية التعاون على الصعيد الأمني؛ إيماناً منها بأن الخطط التنموية والتطور والازدهار لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الأمن والاستقرار، وجاء تشكيل قوة درع الجزيرة كقوة عمل عربي أمني مشترك يهدف بالرد على كل من تسول له نفسه العبث بالأمن العربي ودول الخليج. هموم الأمة يشار إلى أن الساعات الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، تقاطر فيها زعماء العرب والدول الإسلامية إلى العاصمة الرياض قلب العروبة، واضعين هموم الأمة ومنصتين للملك سلمان الذي دأب على وحدة الصف العربي والخليجي ورأب الصدع بين دول الخليج.