كشفت مصادر مطلعة ل"سبق"، تفاصيل انتشال جثمان الطفل المصري من داخل بالوعة الصرف الصحي التي سقط فيها، صباح اليوم السبت، موضحة أن شجاعة أحد الغواصين قادت لانتشال الجثمان بعد 8 ساعات من محاولات البحث المضني على عمق 12 متراً، متحدياً الظلام والغازات السامة وترسيبات الصرف الصحي. وتشير التفاصيل التي ترويها مصادر ل"سبق"؛ حيث قالت: "بعد مرور 8 ساعات من البحث المضني والمرهق الذي شهد نزول الغواصين عشرات المرات، كانت المحاولة الأخيرة لأحد الغواصين الشجعان، والذي ارتدى بدلته ونزل برفقة زميله، وخاطر بالنزول في البئر العميق على عمق 12 متراً، متحدياً الغازات القاتلة والظلام الدامس، واحتمالية خطر الموت المحقق، وبعد 20 دقيقة من البحث الدقيق هو ورفيقه، خرج الغواص وبرفقته جثمان الطفل، وصعد به للأعلى بعد محاولة شجاعة ونبيلة من الغواص لإنهاء أعمال البحث الطويل".
وأضافت المصادر كاشفة أجواء ما قبل انتشال جثمان الطفل: "الغواصون تعرضوا لمعاناة كبيرة جراء حجم بالوعة الصرف الضخمة والتي تقدر ب 16 متراً مربعاً وارتفاع 7 أمتار، وكانت مليئة برواسب الصرف الصحي ومحاطة بالظلام مع كل جانب، وزاد عليها وجود بئر مرتبطة بالبالوعة على عمق 12 متراً وتصب في مياه الصرف الصحي مباشرة".
وبيّنت: "منذ وصول فرقة الإنقاذ بدأت فرق الغواصين بالبحث والتقصي غوصاً داخل المكان لكن دون فائدة، حيث يعودون بعدها لأخذ حقن التسمم والاستحمام رغم ارتدائهم بدلاً مخصصة لحالات الصرف الصحي تحوي خوانق موثقة تمنع تسرب الهواء أو الماء للغواص إطلاقاً، ولكن كان واجباً التزامهم بالأنظمة وسط حضور ميداني لمدير الدفاع المدني بجدة العميد سالم المطرفي من سقوط الطفل وحتى انتشاله".
يُذكر أن غواصي الدفاع المدني الذين يشاركون في البحث عن الجثمان في مناهيل الصرف الصحي ينالون مكافآت مالية مجزية على كل مرة يغوصون فيها تصل إلى راتب شهر كامل.