أكد "عاطي عطية الزهراني" والد "عبدالله"، الذي سقط ظهر أمس في بالوعة صرف صحي أمام مدرسته الثانوية، أنه لن يسامح كل مقصّر تسبب في وفاة ابنه، الذي بالكاد أكمل ال 16 عاماً. وواصل خلال حديثه الهاتفي مع صحيفة محلية بصوت يقطر حزناً على فَقْد فلذة كبده: "مهما كان حجم المسؤول عن هذا التقصير، فلا بد أن يعاقَب حتى لا يتكرر هذا الهاجس الذي صار يخطف الأطفال الأبرياء في جدة". الزهراني قال متحدثاً عن ابنه الثاني بين ستة أبناء: "جاءني خبر سقوط عبدالله في بالوعة الصرف الصحي الخاصة بمدرسته، وحضرت مسرعاً إلى الموقع، ووجدت الطلاب والمعلمين وفرق الدفاع المدني مجتمعين على البالوعة، ومعهم عصا طويلة يبحثون بها عن ابني، ولم يوجد غواص لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبعد ساعتين من الانتظار تبرع أحد المواطنين، وأحضر صهريجاً لسحب البالوعة، ومن ثم تم استخراج الجثمان، وكنت حينها قد تأثرت كثيراً، وتم نقلي عبر إسعاف الهلال الأحمر من هول الفاجعة". واستطرد والد الفقيد: "البالوعة تابعة - للأسف - لثانوية سعيد بن جبير التي يدرس فيها. ومثلما سمعت من الطلاب، فقد كان غطاؤها متهالكاً جداً؛ وتم تغطيتها بقطعة خشب رفيعة، وأخبروني بأن عبدالله -رحمه الله- كان يسير بشكل عادي، وسقط بعد مروره عليها، وحاول إنقاذ نفسه بالصعود ثلاث مرات، لكنه فشل في الخروج نظراً إلى أن المياه كانت على ارتفاع يصل إلى خمسة أمتار تقريباً". وأضاف: "تم استخراج الجثة بعد أن فارقت الحياة، وانتقلنا للمستشفى القريب من المدرسة، وكان برفقتنا زملاؤه الذين بكوا كثيراً على فقدانه؛ فقد كان -رحمه الله- خلوقاً ومؤدباً ومحبوباً من زملائه وإخوته، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله". والد الطالب الذي بدا متماسكاً ومؤمناً بقضاء الله وقدره ختم حديثه ل"سبق" قائلاً: "أرجو تشكيل لجنة تحقيق عاجلة للكشف عن المتسبب في فقدان ابني، وألا تبقى قراراتها حبراً على ورق مثل غيرها من اللجان. وأتمنى أن يتم الإسراع في إغلاق فوهات الصرف الصحي، التي تنتشر في جدة، ورأيتها بكثرة اليوم بالقرب من مدرسة عبدالله، وأخشى ما أخشاه أن تلتهم ضحايا جدداً".