على الرغم من الهجوم العنيف والمستمر من قِبل الشارع السعودي على نظام الضبط المروري "ساهر"، إلا أن الأرقام أثبتت جدوى تطبيقه،عندما أسهمت العناية الإلهية، ثم "فلاشاته" في خفض نسبة وفيات الحوادث 26 % في عام 1435 ه عن العام الذي قبله، وفقاً لقائد القوة الخاصّة لأمن الطرق في منطقة الرياض اللواء زايد الطويان، خلال ورقة عمل قدّمها في اللقاء العلمي ال 35 بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أمس، بعنوان "دور التوعية المرورية في الحد من حوادث المرور". ذكر أن "المرور" سجّل 9 آلاف حالة إصابة من جرّاء الحوادث المرورية في المواقع التي طبّق فيها برنامج ساهر خلال 1434، بينما سُجلت 6853 حالة إصابة في المواقع نفسها خلال 1435.
وأشار إلى أن الإحصاءات أظهرت ارتفاع نسبة الوفيات في الحوادث التي تقع خارج النطاق العمراني؛ بسبب تجاوز السرعة، مؤكداً أن الحوادث المرورية لها انعكاساتٌ سلبية على المستوى الاقتصادي، إذ تبلغ خسائر الحوادث المادية أكثر من 13 مليار ريال، فضلاً عن الخسارة التي تتكبّدها وزارة الصحة وجهات أخرى من معالجة مُصابي الحوادث، وأمام هذه الأرقام المخيفة ظهرت الحاجة إلى إيجاد حلول للحد من الحوادث المرورية.
وكان مدير إدارة السلامة المرورية والناطق الرسمي للمرور العميد الدكتور علي بن ضبيان الرشيدي، قد افتتح الندوة بورقة عنوانها "تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف الجوّال في قيادة المركبة"، أوضح فيها أن السلامة المرورية تعد مطلباً أساسياً في حياة المجتمعات المعاصرة، حيث ركزت الدول في السنوات الأخيرة على القضايا المتعلقة بتركيز السائق في القيادة، مؤكداً أن هذا الاهتمام يعود إلى الوسائل التقنية الحديثة، ومن ضمنها استخدام الهاتف في أثناء القيادة وأثره في السلامة المرورية.
ورأى "الرشيدي" أن مسؤولية وقوع الحوادث تشترك فيها عوامل عدة تشكل في مجملها منظومة تتفاوت في حجم مسؤوليتها، حيث يؤكّد 58 % من السائقين أن الهواتف الجوّالة تشكل الجزء الأكثر من الانشغال في أثناء القيادة مقارنة بالعوامل الأخرى، مثل ضغوط الوقت أو الأكل والشرب أو استخدام المسجل أو المذياع.