يدشن الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، بعد غد الخميس أكبر ترسانة محلية لبناء وإصلاح السفن بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام في مجمع الزامل، على مساحة تقدر بنحو 220.000 متر مربع، تحتوي على مرفاع للسفن بسعة 7200 طن، وطول 102 متر، وعرض 32 متراً، مزود بنظام نقل السفن من المرفاع إلى منطقة البناء والإصلاح، التي يمكن أن تسع إلى أكثر من عشر سفن في الوقت نفسه. كما أنها تحتوي على خط إنتاج للسفن، يتكون من ورش عديدة، تتعامل مع الخامات والمعدات اللازمة من لحظة دخولها من باب الترسانة إلى أن تتحول إلى سفينة متكاملة بتجهيزاتها كافة. وسيشرف حفل التدشين وزير النقل المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وورئيس المؤسسة العامة للموانئ السعودية الدكتور نبيل بن محمد العامودي.
وقدم المهندس سفيان بن زامل الزامل رئيس شركة الزامل للخدمات البحرية خلال المؤتمر الذي عُقد اليوم بفندق الشيراتون بالدمام الشكر للأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية لرعايته حفل التدشين، مبيناً أن هذا غير مستغرب على الأمير سعود؛ فهو الداعم للنشاطات كافة في المنطقة، ولاسيما الصناعية والتجارية منها؛ لما تتمتع به هذه المنطقة العزيزة من نمو وازدهار في هذا الجانب. مضيفاً بأن الترسانة التي سيتم تدشينها مزودة بأحدث المعدات وأنظمة التشغيل المختلفة في التخصصات كافة، من بينها ورش تصنيع خطوط الأنابيب والورش الميكانيكية والكهربائية وورش التجهيزات والنجارة، وغيرها من الورش اللازمة لتصنيع وبناء السفن. ويمكن لهذه الترسانة أن تقوم ببناء أكثر من ست سفن من نوع AHTS في عام واحد، كما أن الترسانة تحتوي على واحد من أحدث مكاتب تصميم السفن، وكذلك تتضمن الأقسام الأخرى كافة التي تدعم عملية الإنتاج، وهي أقسام التخطيط والجودة، إضافة إلى الأقسام التجارية وأقسام التشغيل والصيانة للمحطات كافة التي تمثل البنية التحتية لهذه الترسانة، والتي تحتوى على محطات للهواء وغازات القطع والمياه العذبة ونظم إطفاء الحرائق ونظم التخلص من النفايات، إضافة إلى محطات الصرف الصحي ونظم التهوية، وغيرها من إمكانيات تحتاج إليها عمليات إصلاح وبناء السفن على أعلى مستوى من الجودة.
وأضاف الزامل بأن المجموعة أعطت اهتماماً واسعاً لتنمية العديد من الصناعات المهمة، التي لعبت دوراً محورياً في التنمية الصناعية التي تشهدها السعودية. وقد استطاعت مجموعة الزامل أن تحتفظ بمكانة مرموقة بين العالم في كثير من الصناعات، كصناعات الحديد والصلب والمكيفات وصناعة البتروكيماويات، وغيرها من الصناعات المهمة، ولكن اهتمامنا بتوطين وتطوير صناعة السفن له أبعاد استراتيجية أكثر أهمية، تنبهت إليها المجموعة نظراً لأنها تعمل في المجال البحري منذ نحو أربعين عاماً، وتمتلك أسطولاً بحرياً كبيراً متخصصاً في العمل بحقول البترول. مضيفاً بأن النقل البحري يمثل الشريان الرئيسي في عمليات النقل بشكل عام، وتأتي السفينة والمنشآت البحرية كأهم العناصر المؤثرة في النقل البحري. ومن هنا جاء اهتمامنا بتطوير صناعة بناء وإصلاح السفن بالسعودية. ورغم أن هذه الصناعة قد كانت سبباً محورياً في تطور العديد من الدول إلا أن نظرتنا لهذه الصناعة تعدت مجرد المساهمة في دعم النقل البحري والأعمال البحرية بشكل عام، إلى الجانب الإستراتيجي، وهو الأهم من ذلك بكثير، ويتحقق بالمساهمة بدور فعال في تلبية احتياجات القوات البحرية الملكية السعودية وقوات حرس الحدود السعودية. وهذا يعد أهم عنصر في رؤيتنا التي وضعناها لتطوير هذه الصناعة الاستراتيجية المهمة على أرض السعودية. مضيفاً بأن الشركة قامت بفضل الله ببناء قاطرتين لصالح القوات البحرية الملكية السعودية في الورشة البحرية بميناء الملك عبد العزيز بالدمام، كما قامت مؤخراً ببناء قاطرة معدلة لصالح القوات البحرية الملكية السعودية في مجمع الملك فهد لإصلاح السفن بميناء جدة، وهي بذلك تعتبر أول سفينة تبنى في ميناء جدة الإسلامي، وجميعها تعمل بكفاءة عالية. وأشار المهندس الزامل إلى أن حجم الاستثمارات في هذا المجال كبير جداً؛ لذا سعت المجموعة إلى البدء في تجهيز الورشة البحرية بميناء الملك عبد العزيز بالدمام لعملية بناء السفن، ثم قامت الشركة ببناء ما لا يقل عن 20 سفينة، تنضم لأسطول الشركة الذي يعمل مع شركة أرامكو السعودية. وبالطبع وصل حجم الاستثمارات في هذه المرحلة إلى ما يفوق أربعمائة وخمسين مليون دولار أمريكي، ثم قامت مؤخراً باستثمار ما يزيد على المليار ريال سعودي لإنشاء هذا المجمع لبناء وإصلاح السفن، الذي نتشرف بافتتاحه يوم الخميس القادم. أما عن الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من المشاريع فكما هو معلوم أن هذا النوع من الصناعات في معظم دول العالم يتصدى له الدول وليس الشركات، ولكننا في مجموعة الزامل حينما قررنا التصدي وتبني هذه الصناعة كنا على يقين من مستوى التعاون مع أجهزة الدولة للنهوض بصناعة السفن.