في خضم التصاريح النارية ضد السعودية، أطلقت الجالية اللبنانية في السعودية حملة إعلامية، تحمل ثلاثة عناوين: “شكراً” للمملكة العربية السعودية على الدعم الذي قدمته للبنان، ”عذراً” على بعض المواقف وحملات التجني السياسية و”كفى” تراشقاً سياسياً؛ لأنه قد يطوول مصالح اللبنانيين خارج لبنان. تزامنت الحملة مع مواصلة مسؤولي مجلس العمل والاستثمار اللبناني جولتهم في لبنان على المسؤولين السياسيين والفعاليات الاقتصادية للمطالبة بوقف “حملات التجني على السعودية قبل فوات الأوان". وشملت الجولة التي بدأت قبل يومين رئيس الحكومة تمام سلام، ووزير السياحة هنري فرعون، ورئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، على أن تُستكمل الزيارات خلال اليومين المقبلين.
وفي هذا الإطار، خصص الإعلامي وليد عبود حلقة خاصة من برنامج "بموضوعية"، بُثتَّ يوم أمس تحت عنوان (لإعادة الأمل بين لبنان والسعودية)، شارك فيها وفد من مجلس العمل والاستثمار اللبناني، وأجاب أعضاؤه عن التساؤلات المطروحة حول مصالح اللبنانيين في السعودية ودول الخليج العربية التي قد تكون مهددة، إضافة إلى التحويلات المالية والوظائف والاستثمارات والعلاقات السياسية، واستضاف فيها رئيس المجلس محمد شاهين والأمين العام فادي قاصوف وأمين السر ربيع الأمين ورئيس تنمية العلاقات اللبنانية السعودية إيلي رزق. وفي هذا الصدد، قال أمين سر المجلس ربيع الأمين لArab Economic News : "إن اللبنانيين يحظون بتعاطف خاص من الشعب السعودي، ونخشى في ظل استمرار الحملات السياسية التي تكثفت في الآونة الأخيرة من خسارة هذا التعاطف الذي بنيناه على مدى أعوام، وأن يكون من الصعب استرداده في وقت قصير؛ لذا نطلق الصوت اليوم قبل فوات الأوان". مبدياً ثقته بحرص السعودية على تحييد اللبنانيين عن هذا الملف "كونها لا تتخذ مواقف ثأرية".. إلا أنه حذر من أن أي قرار سعودي في هذا الشأن سيفضي حتماً إلى قرارات أخرى في دول الخليج الأخرى.
ويعتبر الأمين، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "ألف إنترناشونال" المتخصصة بالإعلام والإعلان والعلاقات العامة في الرياض، أن اللبنانيين العاملين في دول الخليج ليسوا "مغتربين" بل "مرتبطين"؛ لأنهم يزورون لبنان بانتظام، وفي حدود أربع مرات على الأقل في السنة، داعياً إلى المحافظة على وجودهم وعلاقاتهم الطيبة مع أشقائهم في الدول المضيفة.
وأبدى وفد المجلس ثقته بتحقيق نتائج إيجابية من جولته في بيروت، مؤكداً مجدداً أن السعودية ليست في وارد أي رد انتقامي حيال اللبنانيين الموجودين لديها.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر مطلعة أمس أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام سيزور السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” عن المصادر قولها: "إن اتصالات تُجرى حالياً لترتيب زيارة لرئيس وزراء لبنان تمام سلام للمملكة". مشيرة إلى أنه سيلتقي خلال زيارته خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدداً من كبار المسؤولين.
وفي سياق متصل، ووفق إحصاءات غير رسمية، فإن نحو نصف مليون لبناني يعملون في دول الخليج، بينهم نحو 250 ألفاً في السعودية، يعملون في قطاعات الإعلام والإعلان والتأمين والمقاولات، ويرتبط هؤلاء مع دول إقامتهم بعلاقات تعاقدية لا غطاء لها سوى القانون في موازاة علاقات شخصية قوية، تستند إلى تاريخ طويل من السمعة الطيبة. وأي مس بهذه العلاقات سيرتد سلباً عليهم كونهم على تماس يومي مع الشعب السعودي وكذلك الخليجي.