أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود أن السعودية وهي تكرِّم جهود العلماء والباحثين على مختلف جنسياتهم إنما تؤدي واجباً دينياً ينسجم مع ثوابتها الإسلامية، باعتبارها الموطن الأول لرسالة الإسلام، وهي الرسالة التي اهتمت بالعِلْم، وأعلت من شأن العلماء؛ حيث جعلتهم ورثة الأنبياء، وجعلت فضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وأوضح لدى مخاطبته أمس حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية الثالثة والثلاثين للعام 1431ه / 2011م للفائزين بقاعة الأمير سلطان الكبرى في مركز الفيصلية أن السعودية تستثمر معطيات العِلْم وإبداع الإنسان في إسعاد البشرية ورقيها، وقد سار مؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز على هذا النهج القويم، وكذلك أبناؤه من بعده، ومنهم جلالة الملك فيصل الذي تتشرف هذه الجائزة بحمل اسمه وتأكيد نهجه - رحمه الله - في فعل الخير والدعوة إليه. وأعرب عن تهانيه للفائزين بنَيْل هذه الجائزة، الذين استحقوها بجهودهم المخلصة وأعمالهم النافعة. إلى ذلك أعلن الدكتور عبدالله العثيمين أن جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية فاز بها البروفيسور خليل إبراهيم إينالجك "مشاركة"؛ حيث مُنحت الجائزة للبروفيسور خليل إبراهيم إينالجك عن كتابه "التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة العثمانية - الجزء الأول" الذي يمثل جهوده العلمية في ذلك المجال لمدة تزيد على ستة عقود، مؤسساً بها مدرسة جديدة، ومتجاوزاً النظرة المركزية الأوروبية في دراسة التاريخ العثماني، ومعتمداً في معلوماته على المصادر الأولية الوثائقية بطريقة استقرائية، مستفيداً من الأسلوب الكمّي. وقد أثرت مدرسته هذه في الدراسات التاريخية العثمانية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. بعدها أعلن الدكتور العثيمين أن لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب، وموضوعها "العلاج بالخلايا الجذعية" لهذا العام (1432ه/ 2011م)، قرَّرت منحها مناصفة لمدير قسم البيولوجية التعويضية في معهد مورجريدج للبحوث بجامعة وسكنسن الأستاذ الدكتور جيمس ثومسن، ويعمل مديراً لقسم البيولوجية التعويضية في معهد مورجريدج للأبحاث وأستاذاً في جامعة وسكنسن، وقد قام بأبحاث رائدة مكنته من الحصول على خلايا جذعية من أجنة المقدّمات غير البشرية في عام 1995م ومن أجنة الإنسان في عام 1998م، ونجح في عام 2007م في برمجة الخلايا الجلدية البالغة في الإنسان لتتحوّل إلى خلايا جنينية متعددة الأغراض شبيهة في وظائفها بالخلايا الجذعية. كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب، وموضوعها "العلاج بالخلايا الجذعية" لهذا العام (1432ه/ 2011م)، منحها مناصفة للباحث الرئيسي في معهد جلادستون لأمراض القلب والأوعية الدموية في سان فرانسيسكو مدير مركز بحوث الخلايا متعددة الأغراض وتطبيقاتها في جامعة كيوتو الأستاذ الدكتور شينيا يماناكا. مشيراً إلى أنه يشغل وظيفة باحث رئيسي في معهد جلادستون لأمراض القلب والأوعية الدموية في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا ومدير مركز أبحاث الخلايا متعددة الأغراض وتطبيقاتها في جامعة كيوتو وأستاذ بيولوجية الخلايا الجذعية بالجامعة نفسها. وأعلن الأمين العام للجائزة الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في موضوع "الكيمياء" هذا العام (1432ه/ 2011م) مناصفة وهو الأستاذ الدكتور جورج وايتسايدز من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة؛ حيث حقق البروفيسور وايتسايدز تطوراً عظيماً في مجال التجميع الذاتي للجزيئات مستخدماً خواص سطوح الجزيئات الكبيرة، وقد استخدم هذه النتائج مع ما توصل إليه في مجال الطباعة الحجرية لتطوير الطرق العملية لعمل أشكال معقدة على السطوح التي لها خواص مهمة في مجالات مختلفة مثل الجزيئات الإلكترونية وعلم المواد وعلم الحياة، كما قام بربط علم النانو مع الأنظمة الحيوية للاستفادة من ذلك في صناعة الأدوية وتطوير طرق قليلة التكلفة في التشخيص الطبي. كما أعلن الدكتور العثيمين اسم الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في موضوع "الكيمياء" هذا العام (1432ه/ 2011م) مناصفة، وهو الأستاذ الدكتور ريتشارد زير من جامعة ستانفورد؛ وذلك لتميزه بإسهاماته الأساسية في دراسة ديناميكية الجزيئات والتفاعلات الكيميائية، وقيامه بتطوير طريقة بالغة الحساسية باستخدام تقنية للصف المُحَفَّزَة بواسطة أشعة الليزر في مجالات عديدة يمتد استخدامها من الكيمياء التحليلية وعلم الأحياء الجزيئية إلى الفيزياء الكونية.