أعلن رئيس اللجنة التنفيذية لمعرض تاريخ الملك فهد "الفهد.. روح القيادة"، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، عن إقامة متحف دائم للملك فهد بمقر مؤسسة الملك فهد الخيرية، التي أعلن عنها رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود، خلال حفل الافتتاح الذي رعاه وشرّفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وأكد الأمير تركي بن محمد، أن إقامة المتحف الدائم، سيخلّد ذكرى الملك فهد، الذي كان له دور كبير في مسيرة التنمية والازدهار التي تعيشها المملكة اليوم، ويتيح للزائرين من المواطنين والمقيمين -خصوصاً مَن لم يعاصروا الراحل- الاطلاع على إنجازات القائد العظيم على مدار العام، ويوفر للباحثين مادة خصبة لمتابعة دراساتهم الأكاديمية عن هذه الشخصية الاستثنائية.
ولفت إلى أن تمديد المعرض أربعة أيام أخرى حتى 29 جمادى الآخرة (18 إبريل)، جاء نتيجة الإقبال الشديد عليه، والطلبات الكثيرة التي وصلت إلى اللجنة التنفيذية عبر وسائل التواصل، والتي يُبدي مرسلوها رغبتهم في زيادة أيام المعرض حتى يتسنى لهم الحضور؛ متابعاً: "هذا هو النهج التي تعلّمناه من الملك فهد رحمه الله وهو تلبية رغبات المواطنين".
وقدّم الأمير تركي شكره وتقديره لكل مَن أسهم في إنجاح المعرض، وللمسؤولين في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض؛ لأن التمديد يحتاج إلى كثير من الجهد والتنسيق والترتيبات؛ خصوصاً أن المركز لديه أيضاً مواعيد لندوات ومعارض أخرى.
وعبّر الأمير تركي بن محمد عن اعتزازه بالنجاح الكبير الذي تَحَقّق للمعرض، وتمثل في ارتفاع عدد الزائرين، الذين وصل عددهم إلى ما يزيد على 50 ألف زائر "وهو رقم قياسي لمثل هذه المعارض الشخصية، وفي زمن قياسي لا يتجاوز 11 يوماً، إذا تم استثناء يوم الافتتاح واليوم المخصص للنساء"؛ مشيراً إلى أن أكبر هدف ومردود لأبناء وأحفاد الملك فهد من هذا المعرض "هو الترحم على الملك فهد وسماع ذلك من الزائرين".
وتَطَرّق رئيس اللجنة التنفيذية إلى أن الخطة تتضمن أن يتنقل المعرض بين مدن المملكة؛ مشيراً إلى تلقي دعوات لإقامته في الكويت والبحرين وقطر، إلى جانب إبداء مسؤولين في كثير من الدول الصديقة والشقيقة الذين زاروا المعرض، رغبتهم في استضافة المعرض؛ متطلعاً إلى أن يكون "معرض الفهد" ممثلاً للمملكة في جميع المحافل.
وقال الأمير تركي بن محمد: "حاولنا تغطية كل الجوانب المتعلقة بتاريخ الملك فهد، مع التركيز على الجانب الشخصي والإنساني، الذي لا يعلم عنه الناس الشيء الكثير؛ إذ إن مواطني المملكة والعالم بأسره يعرفون شخصية الفهد كملك، وقبل ذلك ولياً للعهد، ووزيراً للداخلية، ووزيراً للمعارف؛ فيما كان الجانب الشخصي والإنساني والأسري غائباً، ولا يحب رحمه الله أن يخلط بين حياته الخاصة وبين السياسة والعمل الرسمي؛ ولهذا من حقه علينا ومن حق مواطني هذه البلاد أن يعرفوا جانباً من حياة الملك فهد الخاصة، وهذا ما رَكّزنا عليه في المعرض".
وحول الوقت الذي استغرقه الإعداد لهذا المعرض الكبير الذي ضم مجلدات و1000 صورة وفيلم وثائقي ومقتنيات، ذكر الأمير تركي بن محمد، أن المجلدات والكتب أخذت أكثر من سنة لتجهيزها؛ لكن تجهيز المعرض بهذه الصورة لم يستغرق سوى 11 شهراً.
وعن أبرز المواقف التي جمعته بالملك الراحل كحفيد له قال: "المواقف كثيرة، وفي جوانب عدة؛ لكنني سأتحدث عن الجانب العلمي؛ فبعد أن أنهيت دراستي الثانوية أردت أن أستشيره بشأن الدراسة خارج المملكة، فقال لي: لماذا الدراسة في الخارج ونحن لدينا جامعات وأنا أول وزير للمعارف، وأسست أول جامعة في المملكة؛ فمن حق أبناء هذه البلاد الدراسة بها، وفعلاً أكملت دراستي الجامعية في المملكة".
وأشار إلى أن حلم الملك فهد -رحمه الله- الذي تحقق: أن تكون مخرجات التعليم مواكبة لتطلعات الشباب، وأن يراهم يمثلون الوطن خير تمثيل في جميع المحافل؛ معرباً عن اعتزازه بما وصل إليه هؤلاء الشباب من مكانة مرموقة تعكس رؤية الملك فهد.
وأزجى شكره وتقديره لجميع العاملين والمنظمين لمعرض الملك فهد، وأكد "أنهم من خيرة الشباب السعودي، وساعدوا في إبرازه بهذه الصورة المشرفة، التي تؤكد نجاحهم وإبداعهم متى وجدوا الفرصة".
وفي ختام حديثه، سأل الأمير تركي بن محمد، الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد ويُديم عليها الأمن والأمان، وأن يرحم شهداء الواجب، ويوفق جنودنا البواسل في "عاصفة الحزم"، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ مؤكداً أن الجميع قلباً وقالباً معهم في حماية الوطن والذود عنه.