يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء اليوم "الثلاثاء" حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز "الفهد.. روح القيادة"، التي ينظمها أبناء وأحفاد الملك فهد -رحمه الله- بالتعاون مع "دارة الملك عبدالعزيز"، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ويدشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال رعايته حفل الافتتاح موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز، التي أصدرتها الدارة بهذه المناسبة في عشرة مجلدات يزيد عدد صفحاتها عن 5700 صفحة، توثق لحياة الملك فهد «1340 - 1426ه /1920 - 2005م"، وسيرته العطرة وإنجازاته قبل وبعد توليه الحكم، كما تشمل خطبه وكلماته وحواراته الصحفية وأحاديثه الإعلامية، وشهادات تاريخية لمن عاصروه أو عملوا معه أو قابلوه من الوزراء السعوديين والمفكرين والساسة الدوليين والإعلاميين، إلى جانب «ببلوجرافيا» للكتب المطبوعة عنه باللغات المختلفة في عهده، ومعجم لموضوعات الموسوعة، وصور مختارة من مراحل حياته تعكس مراحل إدارته شؤون البلاد، كما سيصدر بالمناسبة أربعة كتب جديدة. إصلاح إداري وتتطرق الندوات -التي ستبدأ فعاليات جلساتها صباح غد على مدى يومين بمشاركة باحثين وباحثات من المملكة والعالم- إلى موضوعات مهمة، من بينها: الخدمات التي قدمها الملك فهد للإسلام والمسلمين ونشر القرآن الكريم، ودوره في حرب تحرير الكويت، ودلالات الإصلاح الإداري، وتطور التعليم في عهده، وخدماته ومساعداته للأقليات المسلمة في العالم، والتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية، ومبادراته لحل المشكلات العالقة بين الدول العربية الشقيقة. رمز وطني وتسعى "دارة الملك عبدالعزيز" -من خلال الندوة العلمية- إلى توثيق تاريخ المملكة العربية السعودية من خلال شخصية الملك فهد بن عبدالعزيز منذ أن كان وزيراً للمعارف، وسيرته بصفته رمزاً وطنياً شارك في صناعة التاريخ الوطني، وكذلك تسعى إلى تسجيل المشاعر المتبادلة بينه وبين شعبه وأمته العربية والإسلامية؛ بهدف بناء قاعدة معلومات تقنية عن الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- تتاح للباحثين والباحثات في العالم، وتشجعهم على بحوث تالية عن التاريخ السعودي، ويتضمن المعرض التفاعلي -الذي يستعرض سيرة الفهد من ولادته وحتى وفاته- مقتنياته الشخصية، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة، وأفلاما وثائقية و 1000 صورة بعضها ينشر للمرة الأولى. أنشطة وفعاليات وعلى مدى أسبوعين، تقام أنشطة وفعاليات للعائلات والشباب والأطفال، و55 ورشة تدريب عن السمات القيادية للشباب والتنشئة القيادية للطفل، تحت إشراف 25 مدرباً وفي حضور 2500 متدرب، كما يحتوي المعرض على مختبر الطفل. معرض واحد من جهته، أكد رئيس اللجنة التنفيذية لمعرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- "الفهد.. روح القيادة" الأمير تركي بن محمد بن فهد أن المعرض سيكون زاخراً بالتفاصيل عن سيرة الملك فهد، "الذي حكم المملكة العربية السعودية في فترة شهدت تقلبات اقتصادية عالمية، عصفت بدول كثيرة، وأربكت خططها نحو البناء والتنمية، وانقلابات سياسية أدخلت دولاً أخرى في نفق الحرب، وكبدتها خسائر مالية وبشرية، إلا أن الفهد -ورغم ذلك كله- مضى في خطة التطوير والتنمية، حتى بلغت أوج ازدهارها، ولم تتأثر المملكة العربية السعودية بأجواء الحروب والصراعات التي كانت تحيط بالبلاد، أو حتى التي خاضتها من أجل ردع الظالم وإعادة الحق الى أصحابه". قائد ووالد وقال سموه: إن أبناء الملك فهد وأحفاده اتفقوا على أنه من المفيد جداً توثيق هذه المرحلة من خلال الرجل الذي كان يقودها، وذلك بجمعها في معرض واحد، يحوي معلومات عن الملك فهد بشكل مبسط، ويختصر السيرة المجيدة والطويلة لقائد عظيم في أيقونات تتوزع على كل حياته قائدا ووالدا ومسؤولا ومربيا ومثقفا وملكا، ورجل حرب وسلام. جلسات نقاش وبين أن المعرض الذي ينظمه أبناء الملك فهد وأحفاده بالتعاون مع "دارة الملك عبدالعزيز" ستتخلله ندوات يشارك فيها 29 متحدثا وباحثا تاريخيا ومختصا، ويقدم خلالها 40 بحثا ودراسة وورقة عمل، على مدى 7 جلسات نقاش في اليومين الثاني والثالث من الفعاليات، مبينا ان الجلسة الأخيرة ستكون للحديث عن ذكريات الملك فهد، وسيترأس الجلسة عضو اللجنة العليا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز، مع عدد من الذين عاصروا الملك الراحل، لافتاً إلى وجود أنشطة وفعاليات للعوائل والشباب والأطفال، و55 ورشة تدريب عن السمات القيادية للشباب والتنشئة القيادية للطفل، تحت إشراف 25 مدربا وفي حضور 2500 متدرب، إضافة لاحتواء المعرض على مختبر الطفل. مختبر الطفل وقال سموه: إن الإقبال على الدورات التدريبية المصاحبة للمعرض كان كبيرا، ومقاعد الورش التدريبية امتلأت بالمسجلين، وهو أمر يدعو للفخر باهتمام شبابنا بمثل هذه البرامج، ولذا سنعمل على اتاحة هذه الدورات في عدد من المدن، وأضاف سموه قائلا: "حرصنا على وجود مختبر للطفل؛ وذلك حرصا على مشاركة العائلة، وستكون هناك زيارات صباحية للمدارس، ومسائية للزوار"، مبيناً أن المرأة كان لها دور كبير في عهد الفهد، وهو من اجتهد كثيرا في تعليم المرأة، وتفعيل دورها الاجتماعي. شباب متطوع واعتبر الأمير تركي بن محمد أن الشعب السعودي محب للعمل، وهناك شباب متطوع يعرض خدماته للمشاركة في مثل هذه الفعاليات، ولهم دور تنظيمي كبير في معرض "روح القيادة"، وأشار سموه الى ان المعرض التفاعلي -الذي يستعرض سيرة الفهد من ولادته وحتى وفاته- سيحتوي على مقتنياته الشخصية، والأوسمة والأوشحة التي تقلدها، ووثائق رسمية ومخطوطات عدة، وافلام وثائقية، و1000 صورة، بعضها ينشر لأول مرة، وستدشن في حفل الافتتاح موسوعة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، والتي أعدتها دارة الملك عبدالعزيز، في 10 مجلدات، وسيوقع الملك سلمان النسخة الأولى منها، فضلاً عن إطلاق 4 كتب وإصدارات جديدة، وزاد بقوله: "هناك نية لتنقل المعرض في مدن المملكة بحسب الاحتياج والطلب". وأضاف: إن المعرض أنتج فيلما وثائقيا، مدته ساعتان عن حياة الملك فهد، سيُعرض ملخص منه في المعرض نفسه، وسيكون كاملا متاحا للعرض على بعض القنوات الإخبارية والثقافية، خليجية وعربية. جوائز قيمة ورُصدت جوائز بقيمة 400 ألف ريال مقدمة من اللجنة العليا المنظمة لمعرض وندوات تاريخ الملك فهد، في فرعين، هما: التصوير التشكيلي والتصوير الضوئي، حيث فاز 15 متسابقا في مجال التصوير التشكيلي بينهم ثلاث نساء، و8 في مجال التصوير الضوئي، تم ترشيحهم من بين 300 لوحة تشكيلية، و100 صورة فوتوغرافية، كان نصيب التصوير التشكيلي منها 255 ألف ريال، فيما بلغت قيمة جوائز مسابقة التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) 145 ألف ريال. قناة يوتيوب وأكد الأمير تركي بن محمد بن فهد انه تم تدشين قناة "يوتيوب" خاصة بالمعرض، تحتوي على مقاطع فيديو قصيرة، وأفلام وثائقية عن الملك الراحل، ومشاهد أرشيفية توثق حياة الفهد القائد، ومواقفه السياسية، وخطبه في المناسبات الدولية والعربية، وأحاديثه عن الأزمات التي مرت بمنطقة الشرق الأوسط، لتشكل أرشيفا تلفزيونيا كاملاً، يمكن للمهتمين والباحثين والدارسين وصناع الأفلام الوثائقية الاستفادة منه في الأبحاث والأعمال التي يقومون على إنجازها. تطبيق خاص وبين سموه ان المعرض أطلق تطبيقا خاصا بالفعاليات، يتضمن سيرة الفهد، وصوراً أرشيفية من حياته طوال فترة انخراطه في العمل الحكومي حتى اصبح ملكا للمملكة العربية السعودية، إضافة إلى معلومات كاملة عن المعرض، وبرامج التدريب والدورات، والندوات "العناوين - أوراق العمل - المشاركون فيها - مواعيد انعقادها"، وتغطية لمحتوى المعرض وورش العمل. وعن إسهامات الملك فهد -رحمه الله- في مجال العلم والثقافة الاسلامية خارجيا تسهم أكاديمية الملك فهد بموسكو في نشر الثقافة الإسلامية بين أوساط الشعب الروسي، ويستفيد منها نحو 300 طالب وطالبة سنوياً، في حين ينهل طلبة كثر من العلم الشرعي الذي وفره المعهدان الإسلاميان في مدينتي لوغا وتيفا بالسنغال لهم. هذان المعهدان والأكاديمية من بين أكثر من 2162 مدرسة ومعهداً أنشأتها أو تشرف عليها المملكة في مختلف أنحاء العالم، وأسهمت في نشر العلم بين أبناء الأقليات المسلمة، وحظيت باهتمام الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- على المستويات كافة؛ وذلك إيماناً منه بما تحتاجه هذه الأقليات من وسائل تنهض بمستواها، وتوفر لها الحياة الكريمة، وفي مقدمة هذه الوسائل العلم والمعرفة. الأكاديميات والكراسي ودعم الملك فهد من حسابه الخاص إنشاء العديد من المدارس والأكاديميات الإسلامية، وكذلك الكراسي العلمية في الجامعات العلمية، كما ألحقت بالمساجد والمراكز الإسلامية في دول الأقليات المسلمة الكثير من حلقات القرآن الكريم التي تربط الناشئة المسلمين بكتاب ربهم، وتعلمهم دينهم. كما وفّرت المملكة في عهده منحاً دراسية لأبناء الأقليات المسلمة ليدرسوا في الجامعات السعودية، بل وفي الجامعات العربية والأوروبية والأمريكية في التخصصات العلمية التي يحتاجها المسلمون. وخصصت الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة 85 % من القبول للطلاب المسلمين من العالم أجمع. مدارس الخارج وبلغ عدد المدارس التي أنشأتها أو تشرف عليها المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي أكثر من 1960 مدرسة، إضافة إلى 202 معهد، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، ووفّرت لها ما تحتاجه من كتب ومقررات دراسية ومدرسين. ومن هذه المدارس والمعاهد: المعهد الإسلامي في مدينة لوغا بالسنغال، الذي تكلف إنشاؤه 10 ملايين ريال، والمعهد الإسلامي في مدينة تيفا وان بالسنغال، ويجاور المركز الإسلامي في المدينة، وبلغت تكلفته 11 مليون ريال، ومعهد المعلمين في كيبولي بأوغندا، وتكلف إنشاؤه 10 ملايين ريال، ومعهد الملك فيصل في بنجلاديش، ومعهد تدريب المعلمين في تمبكتو بمالي، ومعهد تعليم اللغة العربية في اليابان، الذي أنشئ عام 1401ه، وبلغت تكلفة إنشائه 27 مليون ريال، ومعهد تعليم اللغة العربية في إندونيسيا. وأسهمت السعودية في عهد الملك فهد في تأسيس معاهد ومراكز بحوث كثيرة تهتم بالدراسات التاريخية والعلوم العربية الإسلامية، سواء كانت معاهد متخصصة أو مراكز تابعة لجامعة من الجامعات، ومن هذه المعاهد: معهد العالم العربي في باريس، الذي أسهمت المملكة فيه بمبلغ 18.7 مليون ريال وتلتزم بنسبة 14 % من ميزانيته السنوية، ومعهد الشرق الأوسط بواشنطن وقدمت المملكة له مبلغ 123 ألف ريال، ومعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، تابع لجامعة فرانكفورت بألمانيا، وأسهمت المملكة في إنشائه بمبلغ 15 مليون ريال. دراسات إسلامية وتدعم المملكة مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة جون هوبكنز الأمريكية سنوياً بمبلغ 375 ألف ريال، ومركز أكاديمي للدراسات الإسلامية والدراسات المتعلقة بجزيرة العرب بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية بأمريكا بمبلغ 560 ألف ريال، ومركز الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة شو بالولايات المتحدةالأمريكية، وتكلف مبلغ 3.75 مليون ريال، ومركز دراسات إسلامية وعربية بجامعة هوارد بواشنطن، تكلف 4.5 مليون ريال، ومركز الطاقة والتنمية الاقتصادية بجامعة كولورادو الأمريكية، الذي أسهمت فيه المملكة بمبلغ 350 ألف ريال، ومركز الدراسات الإسلامية العالمية في ماليزيا، وأسهمت المملكة فيه بمبلغ 3 ملايين ريال.