قال مدير قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي، إن "عاصفة الحزم" تؤسِّس لسياسة إقليمية جديدة للمملكة، مؤكداً أنها تُعيد صياغة موازين القوى في المنطقة، مشدّداً أن "مبدأ سلمان" القائم على الحزم وضع وأسَّس لقاعدة جديدة قلبت موازين العلاقات الدولية بالمنطقة وأخرجت القرار العربي من التأثير الأمريكي، مضيفا أن هذا المبدأ يرفض التدخّل والتوسع الإيراني، ويؤكّد أن العالم العربي هو منطقتنا؛ حيث يواجه الوجود الإيراني العسكري والتبشيري وليس الدبلوماسي التقليدي، متوقعاً انضمام تركيا إلى تحالف سعودي - قطري إسلامي واسع ربما يكون له تأثير في القضية السورية ومشكلة الموصل. وأضاف: "يجب ألا نتحرج من كلمة (نفوذ سعودي) في لبنان وسوريا واليمن والعراق، ولا يجوز للإيرانيين أن يكون لهم وجود في تلك الدول أكثر من سفارات وعلاقات اقتصادية وتجارية ما بين دولة ودولة".
وبيّن: "لو تحقّقت أهداف التحالف الثلاثي الحوثي والإيراني والمخلوع صالح، فلن نُفاجأ بعد سنة من أن الرئيس اليمني، وبجواره قاسم سليماني، وهما يحتفلان بتدشين القاعدة الجوية الإيرانية على حدودنا".
وحدّد "خاشقجي"، خلال محاضرته بعنوان (ما بعد الحزم .. وهل اليمن فقط؟) التي ألقاها، أمس الجمعة، في ندوة الشيخ سعود المريبض الشهرية التي عُقدت في منزله بالرياض، أهداف عاصفة الحزم وإيقاف تسلُّط الحوثيين ودولة علي صالح والتوسع الإيراني، واصفاً دولة الرئيس المخلوع ب "العميقة البوليسية" التي تشكلت طوال 30 سنة، وهي دولة مشوّهة وتعطي القليل؛ أوجدت رجال أعمال طفيليين يعيشون على فضل هذه الدولة.
وواصل: "لو وقّع الاتفاق النووي الإيراني قبل عاصفة الحزم، لكان هناك قبولٌ دولي لتوسعها في المنطقة"، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يعني رفع العقوبات عن إيران، وإعطاءها عضلات أكبر ورفع إنتاجها من 1.5 مليون برميل من النفط يومياً الي ربما 4 ملايين برميل، وبالتالي تصبح قوة نفطية مؤثرة، متسائلاً: "طهران وهي ما عليها من عقوبات فعلت ما فعلت فكيف عندما ترفع عنها؟ لافتاً أن الاتفاق النووي الإيراني بمنزلة بداية علاقة تودُّد ما بين طهران وواشنطن.
وقدّم "خاشقجي" للحضور تطمينات على باب المندب، مشيراً إلى أنه لا داعي للقلق من خشية سيطرة الحوثيين عليه؛ كونه مضيقاً دولياً تحميه شرعة دولية ولا يستطيع أحدٌ أن يغلقه أبداً، لافتاً إلى أن إيران وهي المطلة علي مضيق هرمز لا تستطيع إغلاقه لحظة واحدة لأنه بمنزلة اعلان حرب على العالم.
وأكّد المحلل السياسي اليمني الدكتور نجيب غلاب، أن الحوثيين هم مجرد "وكيل محلي للاحتلال الإيراني"، مشيراً إلى أن المخطط هو تشييع اليمن سياسياً بما فيها المذاهب الصوفية والشافعية لإيجاد هلال شيعي في اليمن مع هلال شيعي في الشام؛ ليكتمل بذلك الحصار والتطويق الإيراني للسعودية ودول الخليج.
وفي نهاية الندوة، أعرب مؤسّسها الشيخ سعود المريبض، عن شكره للمحاضر جمال خاشقجي، والمعلق الدكتور نجيب غلاب، وللحضور، كما قُدِّمت للمحاضرين دروعٌ تذكارية بهذه المناسبة.
يُشار إلى أن ندوة المريبض أُسِّست عام 2000 عندما اُختيرت الرياض عاصمةً للثقافة العربية، وتُقام الندوة في أول جمعة من كل شهر ميلادي.