جدَّد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم الاثنين، دعوته للحوار مع المعارضة التي تمثَّلت في نزول الآلاف لأكثر من أسبوع مُطالِبة بتنحِّيه، وقال: "يُطالبونني أن أرحل.. فإذا أرادوني أن أرحل فلن أرحل إلا عن طريق صناديق الاقتراع". فيما نفى مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية ما تناقلته وسائل إعلام حول سقوط 11 قتيلاً؛ جرَّاء الأحداث التي شهدتها بعض المدن مُؤخَّراً. وقال صالح في مؤتمر صحافي عقدَه اليوم الاثنين في صنعاء، حَضَرَته مختلف وسائل الإعلام: "نحن على استعداد للمواجهة عبر وسائل الإعلام؛ لمقارعة الحجة بالحجة، وحرية الرأي مكفولة وبطرق سلمية وديمقراطية". وأضاف: "من يُطالبون برحيل النظام فإن الرحيل يتمُّ عبر صناديق الاقتراع، واحترام إرادة الشعب اليمني؛ لأن السلطة مَغْرَم، وليست مغنماً.. والشعب هو المرجعية". وشدَّد صالح في إشارة إلى تجمُّع اللقاء المشترك، قائلاً: "كلما قدَّمت الدولة تنازلات ارتفع سقف المطالب، ونحن نقول لهم: تعالوا للحوار والتفاهم". وأعاد التأكيد على دعوة التحدي بالقول: "من يريد أن يصل إلى كرسي السلطة، فإن عليه أن يسلك سلوكاً حضارياً، ويأتي عبر صناديق الاقتراع، سواءً في انتخابات مجلس النواب أو الانتخابات الرئاسية، وبعيداً عن الغوغاء والفوضى". وأكَّد صالح على أن أجهزة الأمن لديها تعليمات صارمة من مجلس الدفاع بعدم استخدام القوة في المسيرات، ورأب الصدع بين مُؤيِّدين ومُعارضين. وواصل آلاف المحتجِّين على نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اعتصامهم أمام جامعة صنعاء، حيث تحوَّلت المنطقة إلى ساحة قطعت من قِبَل المعتصمين. وشكَّل المُتظاهرون لجاناً في مداخل الساحة المُمتدة من أطراف الجامعة، من اتجاه منطقة مذبح شمالاً إلى منطقة تقاطع أحد الأسواق "شارع هايل" جنوباً، مُهمَّتها التفتيش عن السلاح والوافدين إلى الساحة. وردَّد المتظاهرون، بعد أن نشروا الخيام في إحدى حدائق الساحة، شعارات مُناهِضة للحكومة اليمنية، كما كتبوا على الأرض وعلى لوحات الإعلانات بعد إزالتها، "ارحل.. ارحل يا علي"، و"لا مكان للطغاة"، و"بكل صوت وكل وضوح يسقط النظام". من جانب آخر، اعتبر علماء اليمن المسيرات السلمية التي لا يصحبها أي تخريب، بأنها شكل من أشكال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وطالب بيان للجنة العليا لعلماء اليمن، صدر الاثنين، بضرورة تشكيل حكومة وطنية تُشرِف على سير الانتخابات في البلاد، داعياً القوى الخارجية إلى احترام سيادة اليمن والامتناع عن التدخُّل في شؤونها. وأدان بيان علماء اليمن العنف بأشكاله كافة، والضرب وكافة أنوع التعذيب النفسي والجسدي، مُطالباً بإقالة المُفسدين، وتقديمهم للعدالة؛ لمحاسبتهم. وحرَّم بيان العلماء ضرب أو قتل قوات الآمن. وشدَّد البيان على ضرورة عقد مؤتمر وطني بمشاركة القوى السياسية والاجتماعية كافة، والاتفاق على حلول لمشاكل اليمن والتوافق على تشكيل حكومة وطنية من ذوي الكفاءات. كما أكَّد البيان على ضرورة سَحْب وإلغاء الإجراءات التي وصفها بالانفرادية التي أدَّت إلى تأزيم الأوضاع، في إشارة إلى الدعوة إلى تعديل قانون الانتخابات واقتراح التعديلات الدستورية. على الصعيد ذاته، انضم الحوثيون اليوم الاثنين إلى باقي أفراد الشعب اليمني المتظاهرين ضد الحكومة اليمنية، وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح، عندما نظَّموا مظاهرة حاشدة في مدينة ضحيان بمحافظة صعدة. وشارك في المظاهرة عشرات الآلاف من أبناء مديريات سحار وصعدة ومجز وقطابر والمناطق المجاورة، رافعين لافتات كُتِب عليها: "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحلوا أيها الظالمون"، وِفقاً لبيان صادر عن مكتب الزعيم الحوثي عبدالملك بدر الدين الحوثي، ونشرة موقع "المنبر الإخباري" التابع لجماعة الحوثيين.