أكد مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن قرار المملكة ودول الخليج بإطلاق عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، قرار موفق وحكيم، وعمل مشروع، وأمر مطلوب؛ حيث سيفيد في التصدي لنوايا الفرس ومجوس الأمة الذين يستغلون أشخاصاً جهلاء للإضرار بالأمة. وقال "آل الشيخ"، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة قصر الحكم (وسط مدينة الرياض): "نحمد الله أن هيأ لهذه الأمة قيادة حكيمة متبصرة، تنطلق من منطلق العدل والإحسان والرحمة وحماية الأمة وأمنها وحدودها والمحافظة عليها من كل مبغض ومفسد، لا منطلق الإساءة".
وأضاف: "ما قامت به الحكومة المباركة من الأخذ على أيدي السفهاء وتأديب هؤلاء المجرمين، عمل مشروع، وأمر مطلوب، وعمل مهم، ودليل واضح على وعي الأمة ومعرفتها بالتعامل مع الأحداث أين كانت".
وأردف: "هؤلاء الفرس الذين هم مجوس هذه الأمة والذين يحاولون الإضرار بالأمة بالاعتماد على جهلاء يقبلون الأفكار السيئة والأفعال القبيحة للنيل من بلادنا التي هي محضن الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ، والتي لا ترضي بالذل والهوان، وتبذل وتبني وتعطي".
وتابع: "لا بد من قوة تردع الظالمين، وتوقف المفسدين عند حدهم؛ ولذلك فإن تصرف حكومتنا تصرف في محله وفي موقعه؛ فجزاهم الله عما قدّموا خيراً".
وخاطب "آل الشيخ" الجنود البواسل بقوله: "نشكركم على فعلكم الطيب، ونسأل الله لكم التوفيق، ونشد على أيديكم؛ فأنتم جند وحماة الإسلام؛ فجاهدوا وقاتلوا أعداء الله في رباط وعزيمة وصدق؛ فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}".
وقال: "الحوثون فئة باغية ضالة مضلة مجرمة، وتبغي الفساد في الأرض بسفك الدماء، ومحاربة الدين والأخلاق والعقيدة".
وقال: "يا أهلنا في اليمن السعيد، اتقوا الله في أنفسكم، واحمدو الله أن هيأ لكم هذه الدولة التي تردع عنكم الظالمين، وتزيل عنكم هذا الكابوس الضار المؤذي.. لذلك كونوا يقظين ولا تنخدعوا فيهم واعتصموا بحبل الله".
وقال رئيس هيئة كِبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في خطبته: "الإسلام لا يتطلع للحرب؛ وإنما للأمن والاستقرار وحفظ الدماء؛ ولكن عندما يتعرض الإسلام وأهله لهذه الفتن والمصائب؛ فلا بد من ردع المجرمين؛ بدليل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ}".
وأضاف مفتي عام المملكة: "أهل الإسلام أهل كرامة وحسن جوار، لا يضام عندهم أحد، ولايهان أحد؛ بل كلهم محترم؛ لكنهم لا يرضون بالذل والهوان؛ بل يدافعون عن دينهم وعن بلادهم وأمتهم".