نوّه أئمة وخطباء الحرمين الشريفين, بالموقف الشجاع والحكيم والمبادرة السريعة الموفقة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله , لنصرة الأشقاء اليمنيين الذين تعرضت بلادهم للدمار والتخريب من قِبل الميليشيات الحوثية المدعومة من جهات أجنبية, مؤكدين أن هذه المبادرة ستحسم مادة الشر والفساد قبل أن تستفحل، وتقطع يد البغي والعدوان قبل أن تعبث وتخرب، وتطهر المنطقة من خلايا الفساد والإجرام قبل أن تُهلك الحرث والنسل. وقالوا في بيانٍ أصدره اليوم, نيابة عنهم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس, إن هذه المواقف الكبيرة والشجاعة لتستمد ضخامتها من مكانة المملكة العربية السعودية التي هي مأرز الإيمان وحصن الإسلام ودرع التوحيد وموئل القاصدين وملاذ المستضعفين.
وأكّد أن هذه المبادرة الإيمانية ليست بمستغربة على قيادتنا الحكيمة التي ما فتئت تسعى في نصرة قضايا المسلمين والاهتمام بشؤونهم وتقديم أشكال الدعم والمؤازرة لهم كما أنها لم تألُ جهداً ولم تدخر وسعاً في تأمين سبل الراحة والاطمئنان في تأدية مناسكهم وعباداتهم عبر مشاريع خدمية متميزة راقية، وأن هذه المواقف الثابتة للمملكة داخلياً وخارجياً لتدل على أنها رائدة العالم الإسلامي ومركز القيادة فيه، ولا عجب فهي البلاد المباركة التي تحتضن أقدس مسجدين وأطهر بقعتين في العالم.
واستشهد أئمة الحرمين الشريفين بقول الله تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) وبقول النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه) متفق عليه من حديث ابن عمر, وفي رواية لهما من حديث أبي هريرة: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره), وثبت في الصحيحين أيضاً من حديث أبي موسى الأشعري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً, ثم شبّك بين أصابعه).
وقالوا إنه انطلاقاً من هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحث على نصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين وإعانة المستضعفين، فقد بادرت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها من دول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم الإسلامي والعربي في نصرة أهلنا وأشقائنا في اليمن ورفع الظلم الذي تعرّضوا له من قِبل العصابات الحوثية المدعومة من جهات خارجية تسعى لإثارة البلبلة وإشاعة الفوضى ونشر الدمار والخراب لتنفيذ مخططاتها الخبيثة الماكرة في بلاد العالم الإسلامي بعامة وبلاد الحرمين الشريفين بخاصة.
وأضاف الشيخ السديس: إن أئمة وخطباء الحرمين الشريفين؛ إذ يشيدون بهذا الموقف الشجاع والحكيم ليرفعوا من الشكر أوفره وأكمله وأجزله لله تعالى، ثم لمقام خادم الحرمين الشريفين، على اهتمامه - أيّده الله - بقضايا الأمة الإسلامية والحرص على وحدة صفها واجتماع كلمتها، ويدعون الله بأن يحفظ على هذه البلاد أمنها وأمانها واستقرارها ورخاءها وازدهارها وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد لكل خير, وأن ينصر جنودنا وقواتنا ورجال أمننا بنصره المؤزر.. إنه قوي عزيز، وأن يرد عن بلادنا كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين وعدوان المعتدين بمنه وكرمه وأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم وينصرهم على عدوهم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.