أصدرت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة بياناً جديداً تؤكد فيه انتهاء التحقيقات التي أجريت عقب إلقاء القبض على أحد العمالة التابعة لإحدى الشركات الخاصة يقوم بتقديم الغذاء لمستشفى قطاع وادي الفرع التابع لمنطقة المدينةالمنورة. وذكرت صحة المدينة أن أعضاء اللجنة المشكلة من أخصائيي إدارة التغذية قامت، يوم الثلاثاء الماضي، بزيارة مفاجأة لمستشفى وادي الفرع؛ استشعاراً منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، ورغبتها في الوقوف على حقيقة الأمر.
وتضمنت الزيارة الكشف على الثلاجات الخاصة بحفظ اللحوم والدواجن والأسماك وثلاجة التبريد الخاصة بالخضراوات والفواكه.
وقالت صحة المدينة: "اتضح أن الثلاجات جديدة ويتم ضبطها بدرجة حرارة مناسبة للتخزين كما أن الكادر المسؤول عن الثلاجات يقوم بتنظيفها بشكل دوري للتأكد من عدم بقاء أي شوائب وأوساخ متراكمة بها".
وأضافت أن اللجنة قامت بمراجعة قواعد استلام المواد الغذائية مع تحرير محاضر استلام اللحوم وفق الشروط والمواصفات والشهادات البيطرية الموقعة من طبيب الصالة بالمسلخ والتي تثبت صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، والتقى أعضاء اللجنة عدداً من المرضى بالمستشفى لاستطلاع آرائهم حول الوجبات التي تقدم لهم واتضح رضاهم التام عن مدى جودة الوجبات وتنوعها وطريقة تقديمها وحفظها.
وأكدت الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة أنه لا مساومة على صحة وسلامة المرضى، وأن الالتزام بالمعايير والتعامل بجدية وشفافية مع أي نوع من الشائعات ينبع من الحرص على سلامة جميع المرضى من المواطنين والمقيمين والعاملين في القطاع الصحي من أطباء وكوادر فنية وتمريضية وإدارية.
ودعت إدارة القطاع الصحي بالمحافظة من يرغب إلى زيارة الموقع من الإعلاميين والمواطنين للوقوف على حقيقة الأمر والتأكد بشكل مباشر.
وفي سياق متصل، أنهت الجهات المكلفة التحقيق في قضية اللحوم التي ضبطت في سكن العمالة المقابل لمستشفى وادي الفرع العام، بعد أن اعترف بها أحد العاملة أنها تعود للمرضي بمستشفى وادي الفرع، وقدمت محضرها لمحافظ وادي الفرع.
وكان محافظ وادي الفرع مبارك المورقي قد وجّه بتشكل لجنة مكونة من عدة قطاعات حكومية بالمحافظة لتقصي الحقائق حول القضية، وتضمنت النتيجة تقريراً مفصلاً عن وضع ثلاجات المستشفى والآلية المعتمدة في صرف واستلام اللحوم وكيفية إعدادها.
يذكر أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة المدينة المنوّرة، استنكرت تلك الواقعة ودعت إلى تشكيل لجنة محايدة لتقصّي الحقائق ومحاسبة المتسبّبين، فيما شرعت في التواصل مع الجهات المعنية لجمع المعلومات اللازمة لإعداد تقرير عن هذه الواقعة.
وعلى الرغم من مرور خمسة أيام من ضبط شرطة محافظة وادي الفرع كمية اللحوم؛ إلا أن الجهات المعنية لم تفك لغز هذه الكمية، إذ اكتفت بالنفي والتبرير وإعلان انتهاء التحقيقات، بدون أن تتمكن من مصادر تلك اللحوم، وتوقيف من يقوم بدعم العمالة بهذه الكمية التي تشكل خطراً سواء للمرضي أو لغيرهم، والتي اعتراف بها أحد العمالة في تحقيق الشرطة أنها تعد للمرضي بمستشفى وادي الفرع، فيما نفت صحة المدينة أنها تعود للمستشفى.
وتساءل أهالي المحافظة عن نتائج التحقيقات التي قدمتها اللجنة المشكلة من الجهات المعنية والتي اقتصرت على وضع ثلاجات المستشفى والآلية المعتمدة في صرف واستلام اللحوم وكيفية إعدادها ورضاء المرضى، تاركة خلفها أسباب تواجد كمية اللحوم التي تقدر بما بين 150- إلى 200 كيلوجرام في سكن العمالة بحالة شبه فاسدة، وفي ظروف تبريد وتخزين سيئة.
وقال الأهالي: "الأمر طال لدي الجهات المعنية بمحافظة وادي الفرع التي لم تبث في الواقعة أو تحيل القضية إلى الجهات العليا، وذلك لثبوت اعترافات العامل أو نفيها، إضافة إلى التحقيق من مصادر وتوريد هذه الكمية التي تشكل خطراً صحياً على المحافظة".