تحقق هيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة في دائرة "النفس" بمحافظة جدة، وشرطة محافظة جدة ممثلة في مركز شرطة المنتزهات، وإدارة التحريات والبحث الجنائي بجدة، مع شاب سعودي (37 عاما)؛ أقدم على إطلاق سبع طلقات من مسدسه الشخصي، منها أربع طلقات استقرت في يد وكف رجل أمن أثناء إنقاذه سيدة سعودية وأطفالها من الاختطاف على يد الجاني. وبحسب التفاصيل التي حصلت عليها "سبق"، فقد كان رجل الأمن عبدالله الثبيتي عائداً من عمله، وشاهد سيارة أكسنت تقف وتغلق الشارع على سيدة سعودية وأطفالها، ويطلب قائدها أن تركب السيدة مع أطفالها سيارته، في محاوله لخطفها، وكان يردد الجاني "اطلعي، اطلعي نصيحة" محاولاً خطف السيدة وأطفالها الذين كانوا معها، تحت تهديد السلاح في حي المنتزهات بالشارع العام.
عندها نزل رجل الأمن "عبد الله الثبيتي"، وهو أحد أفراد حرس الحدود بجدة، مستوضحاً للأمر، ومانعاً أن يقوم الجاني باختطاف السيدة؛ فوجه الجاني مسدسه الذي كان يحمله صوب رجل الأمن، وأطلق 7 طلقات، أُصيب فيها "الثبيتي" بأربع طلقات بيده، والثلاث الأخرى منها طلقة كانت موجهة باتجاه السيدة وأطفالها، والأخريان نحو سيارة المجني عليه، ولاذ بالفرار بسيارته.
وقام شاهد عيان بالموقع بإنقاذ المجني عليه، ونقله لمستشفى الملك فهد بجدة، ولا يزال منوماً تحت الرعاية والعناية الطبية؛ إذ تلقى ثلاث رصاصات نافذة، بينما الرصاصة الرابعة لا تزال مستقرة في العظم بكف اليد في انتظار التدخل الجراحي، وإجراء عملية جراحية اليوم الأربعاء.
وباشرت الجهات الأمنية بمحافظة جدة الجريمة البشعة، وتم إلقاء القبض على الجاني، عقب تم تحديد هويته؛ لأنه من سكان الحي، وكذلك الاستدلال عليه برقم لوحة سيارته، وجرى التعرف عليه من خلال طابور العرض؛ إذ تعرفت عليه السيدة، وكذلك المجني عليه، وشاهد العيان الذي حضر الموقف.
ولا يزال الجاني رهن التوقيف والتحقيق بالجهات المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات والإجراءات اللازمة للجريمتين اللتين قام بهما، وهما "محاولة اختطاف سيدة تحت تهديد السلاح"، والأخرى "الشروع في قتل رجل أمن كان يؤدي واجبه الوطني"، في انتظار الحكم عليه شرعاً.
وأوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة، المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي، أن مركز المنتزهات بشرطة محافظة جدة تلقى بلاغاً عن وصول مصاب بطلق ناري إلى المستشفى، وبانتقال المختصين اتضح أنه مواطن في العقد الثالث من العمر، أفاد بأنه تعرض لإطلاق نار من قِبل مواطن آخر.
وأضاف المقدم "القرشي" بأنه تم ضبط المتهم خلال فترة وجيزة، واتضح أنه مواطن، يبلغ من العمر 37 عاماً، وتمت إحالته برفقة كامل الأوراق لجهة الاختصاص.
من جانبه، قال المواطن "سليمان"، شقيق السيدة: أقدّم شكري وتقديري لرجل الأمن "عبدالله الثبيتي" على العمل البطولي الذي قام به بإنقاذ شقيقتنا، ومنع جريمة بشعة كانت أسرتنا سوف تتجرع مرارتها.. وما قام به من منع الجريمة، وتعرضه للأذى والإصابة من أجل شرف سيدة لا يعرفها، إنما هو عمل بطولي، يتشرف به طوال عمره، ونحن نقدم جل خدماتنا، ومستعدون أن نفديه بأرواحنا، كما نطالب وزير الداخلية والجهات القضائية بإنزال أشد العقوبة بالجاني، وأقسم بالله العظيم أن ما فعله "الثبيتي" مع شقيقتنا لا يقدر بثمن، ونحن مدانون له مدى الحياة.
وقال شاهد العيان، ويدعى "القحطاني": كنت بسيارتي في الشارع بالحي، وشاهدت الجاني يتكلم مع امرأة وأطفالها، وبعد ذلك أتت سيارة، ووقفت أمامه، ثم نزل سائقها إلى الجاني، وبعد ذلك نزلت من سيارتي؛ لكي أعرف وأفهم من رجل الأمن الموضوع، وإذا بالجاني يقول "لعبدالله": أنا جارهم مالك دخل. فقلت له جارهم وحاد المرأة في الشارع؟!
وأردف: تطور الكلام بيننا، وقلت له خلاص، اذهب وهو داخل السيارة، وإذا به يخرج مسدساً من نوع ربع أسود، ثم أطلق في البداية على "عبدالله" 4 طلقات، أصابته في يده، ثم رجع بالسيارة، وأطلق عليّ ثلاث طلقات أخرى، لكنها لم تصبنا من فضل الله، واحدة منها كانت في سيارة "عبدالله". وهو يرمي الطلقات كادت تصيبني أنا والمرأة والأطفال، لكن الله لطف بِنَا، وبعد ذلك أخذت "عبدالله" إلى المستشفى، وأبلغت رجال الأمن. علماً بأنني لا أعرف الجاني ولا "عبدالله" ولا السيدة، وما فعله رجل الأمن عمل بطولي، الواجب علينا جميعنا الحذو حذوه.