طالب عددٌ من خبراء الإعلام الخليجيين بإنشاء كرسي بحثي في الجامعات الخليجية، يخصص للكتابة الإعلامية البترولية المتخصصة بجوانبها التفاوضية والدبلوماسية الشعبية والتقارير الإعلامية، تدعمها وزارة البترول، وتشكيل تجمع مهني عالمي لإعلاميي المتخصصين في الشأن البترولي. جاء ذلك خلال ورشة عمل أقيمت ضمن فعاليات "ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي" تحت عنوان: "مهنية ورسالة الإعلام البترولي الخليجي"، برعاية خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز" بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض "إنتركونتننتال"، وتستمر فعالياته ثلاثة أيام ويرأسها ويديرها الإعلامي "سليمان السالم" وتضمن خمس جلسات.
في بداية الورشة ألقى محافظ المملكة لدى منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "الدكتور محمد بن صالح الماضي"؛ ورقة بعنوان: "السوق البترولية والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة في البترول والطاقة"، وصف فيها تأثير منظمة "أوبك"، خلال 55 عاماً من عمرها على الأسواق العالمية وتماسكها الداخلي، بالمتغير، مضيفاً أنه في بعض الأوقات تمكنت "أوبك" من استخدام عضلاتها، للتأثير على الأسواق، مثل تخفيض "4.2" برميل يومياً في عام "2008/2009" كردة فعل للركود الاقتصادي آنذاك، وتخفيض الإنتاج "205" ملايين برميل يومياً، بعد الانهيار المالي الآسيوي.
واستدرك "الماضي": "لكن هناك بعض الأوقات فشلت "أوبك" في التأثير على أسواق الزيت، كعدم اتخاذ أي قرار في عام 2011، والتناحر الداخلي في عام 1985/1986، والذي نتجت عنه زيادة الإنتاج من بعض الأعضاء، ورفْض أعضاء آخرين المشاركة في التخفيضات".
عقب ذلك ناقش المستشار الاقتصادي لوزير البترول والثروة المعدنية "الدكتور ناصر الحميدي الدوسري" في ورقة بعنوان: "التغيرات والتحديات في الصناعة البترولية الدولية"؛ ثلاثة مواضيع رئيسة، توضح تطورات السوق البترولية الدولية والعوامل المؤثرة عليها والتحديات القائمة؛ حيث تناول في المحور الأول العوامل الأساسية المؤثرة على السوق البترولية، أما الثاني فتناول العوامل غير الأساسية ودورها في التأثير على الأسواق، وأما الثالث فتناول دور المملكة العربية السعودية في السوق البترولية الدولية، وأن العالم مستمر بالتغيير، مشيراً إلى أنه منذ حوالي "15" عاماً، نما الاقتصاد العالمي من مستوى 49 إلى 74 ترليون دولار أمريكي، كما نما عدد سكان العالم بحوالي مليار نسمة، بالإضافة لذلك، فقد تمكن ما يزيد على "200" مليون نسمة من تجاوز خط الفقر، وزادت الطبقة الوسطى من "1.5" مليار إلى "2.3" مليار خلال الفترة المذكورة، ورغم ذلك لا يزال أكثر من مليار شخص تحت خط الفقر .
وأضاف "الدوسري" أنه في ظل هذا التوسع الاقتصادي والنمو السكاني، فإن العالم يُتوقع أن يستمر بطلب المزيد من الطاقة، وتشير التقديرات إلى أن الطلب على البترول سينمو سنوياً بحدود "1.1" مليون برميل يومياً خلال ال"15" سنة القادمة، وهذا بدوره سيؤدي إلى وصول الطلب العالمي على البترول لحوالي "110" ملايين برميل يومياً، أو حوالي "40" مليار برميل كل عام. وبصورة أخرى، العالم في ذلك الوقت سيستهلك سنوياً ما يعادل كامل الاحتياطي البترولي لدول مثل نيجيريا .
بعد ذلك أُلْقِيَتْ ورقة الجلسة الثالثة التي حملت عنوان: "كيف تكون إعلامياً متخصصاً في شؤون الطاقة؟"، قدمها رئيس تحرير جريدة اليوم "عبدالوهاب الفايز"، تطرق فيها لمحاور نقاش الورقة إلى مسمي "الصحفي المشروع"، داعياً إلى كل من يرغب أن يكون صحفياً متخصصاً في الطاقة إلى الاستثمار في بناء مهاراته من خلال بناء المصادر وتأسيس قاعدة معلومات، وحضور الدورات والمؤتمرات وورش العمل التخصصية بالصناعة، وتجميع المصادر العلمية: مراجع، كتب، دوريات...إلخ، والتواصل مع المتخصصين المحترفين من صحفيين وباحثين في الصناعة، وبناء الصداقات مع المسؤولين وأصحاب القرار، مع بناء الثقة مع تلك المصادر.
وفي الورقة الرابعة التي حملت عنوان: "أسس ومقومات الكتابة الصحفية والعمل الإعلامي المتخصص"؛ أشار أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود "الدكتور مطلق سعود المطيري"، أشار إلى أن الإعلامي في وزارات البترول تتطلب مهامه الأساسية أن يكون مفاوضاً ورجل تسويق وعلاقات عامة وأخيراً صحفياً.
وأوصى "المطيري" في ختام ورقته بإنشاء كرسي بحثي في الجامعات الخليجية، يخصص للكتابة الإعلامية البترولية المتخصصة بجوانبها التفاوضية والدبلوماسية الشعبية والتقارير الإعلامية تدعمها وزارة البترول، وتشكيل تجمع مهني عالمي لإعلاميي المتخصصين في الشأن البترولي.
ثم اختتمت الورشة بالجلسة الخامسة التي حملت ورقتها عنوان: "الإعلام في ترشيد الطاقة بدول الخليج"، ألقاها الأستاذ المساعد في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود والمستشار الإعلامي المتفرغ في وزارة البترول ورئيس فريق التوعية في البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة "الدكتور زياد بن محمد الحديثي"؛ كشف فيها عن آلية تنفيذ الحملة التوعوية للبرنامج؛ من خلال خطة إعلامية لثلاث سنوات تلائم المجتمع السعودي، وإطلاق حملات توعوية متزامنة مع تشريعات كفاءة الطاقة، تتضمن كل حملة مشاريع وأنشطة مناسبة لها.
وعدد "الدكتور الحديثي" بعض الحملات مثل حملة المكيفات: "تقدر"، والعزل: "الفرق واضح"، والمركبات: "بكيفك"، والأجهزة البيضاء والإضاءة والإطارات وسلوك القيادة، لافتاً إلى أنه تم اختيار مجموعة من الصحفيين، وعقد اجتماعات دورية معهم لشرح المعلومات الفنية لكل حملة، وتزويد الفريق الصحفي بكل ما يستجد من معلومات وتقارير.