أكدت الجمعية الفلكية في جدة اليوم أن ما جرى تداوله مؤخراً على شبكة الإنترنت بأن النجم العملاق الأحمر في كوكبة الجبار، الذي يعرف ب "منكب الجوزاء" بدأ يفقد كتلته، وأنه سيحدث له انفجار ضخم في العام المقبل 2012م، ينتج منه لمعان يعادل 10 ملايين مرة لمعان الشمس، وأنه ستكون هناك شمس أخرى في السماء، وأنه سيؤثر بشكل سلبي على الكرة الأرضية، كل ذلك معلومات غير دقيقة ولا تستند على أسس علمية. وأبان رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة أن النجوم كسائر المخلوقات، له بداية ونهاية، وقال: إن نجم منكب الجوزاء هو عبارة عن نجم مارد أحمر يزيد قطره عن قطر الشمس بمقدار 300 مرة، ويفوق لمعانه لمعان الشمس بمقدار 1200 مرة، فيما لا تتجاوز كثافته 100000/1 من كثافة الشمس، ما يجعل هذا النجم في غاية التخلخل، وعندما ينتهي وقوده النووي سوف ينهار على نفسه بشكل سريع وسيحدث له انفجار يعرف بانفجار السوبرنوفا. وأضاف أبو زاهرة: السؤال هنا عن مدى صحة حدوث ذلك في العام المقبل؟ فالتنبؤ بتوقيت حدوث انفجار النجوم في شكل السوبرنوفا، غير معروف للفلكيين، فلا يمكن تحديد الوقت الدقيق الذي يستنفد فيه نجم ما وقوده. لذلك فإن تحديد حدوث انفجار منكب الجوزاء في العام المقبل لا يستند على حقائق علمية. ولكن هذا لا ينفي أن هذا النجم سينفجر يوماً ما، وبلا سابق إنذار. وتابع: هنا يجب أن نعرف أمراً هاماً جداً، وهو نسبية الزمن، فإذا ما حدث انفجار في نجم منكب الجوزاء أو أي نجم آخر، فإننا لن نشاهد ذلك الانفجار في التوقيت نفسه، نظراً إلى البعد الشاسع الذي يفصلنا عن ذلك النجم، وإنما بعد أن يصل الضوء بسرعته الهائلة إلينا، وحينئذ نرى ماضي النجم في حاضرنا، وهذا يعني أننا سنرى حال نجم منكب الجوزاء لحظة انطلاق الضوء منه لا اللحظة التي وصل منه إلينا. وأوضح أن نجم منكب الجوزاء يبعد عنا مسافة 427.47 سنة ضوئية، أي إننا سنشاهد ذلك الانفجار عند وصولة إلينا بعد 427.47 سنة ضوئية. واستطرد رئيس الجمعية الفلكية في جدة: إذا وقع انفجار "سوبرنوفا" فهو انفجار مروع، حيث يقذف النجم مادته ومجالاته المغناطيسية وإشعاعاته إلى أعماق الفضاء، والغريب أن قلب النجم سيبقى ينبض ملايين السنين في شكل نجم نيتروني أو ينتج من الانفجار ثقب أسود، وهذا يعتمد على كتلة النجم نفسه، فالنجوم التي تتراوح كتلتها بين 1.4 و 3.2 من كتلة الشمس، تتحول إلى نجوم نيترونية، أما النجوم التي تزيد كتلتها عن 3.2 من كتلة الشمس فإنها تصبح ثقوباً سوداء. أما عن التأثير الذي سوف يحدثه، فأكد أبو زاهرة أنه حتى يتم تأثير انفجار السوبرنوفا على الأرض، يجب أن يحدث على مسافة 25 سنة ضوئية أو أقل، من الأرض، وهذا ينافي المسافة التي يقع عليها نجم منكب الجوزاء الذي يبعد عنا 427.47 سنة ضوئية، وهذا يشير في حال حدث انفجار لهذا النجم فإن تأثيره سوف يكون معدوماً على الكرة الأرضية. وما سيحدث في حال حدوث الانفجار أن النجم سيزداد لمعانه بشكل لافت جداً، ويستمر ذلك لعدة أسابيع ومع مرور الوقت سيبدأ في الخفوت إلى أن يختفي بشكل تدريجي ولن يعود مشاهداً. وأكد أبو زاهرة أن قصة انفجار "منكب الجوزاء" يمكن إدراجها ضمن سلسلة الشائعات التي تتعلق بعام 2012 المرتبط بنهاية تقويم شعب حضارة المايا القديمة، فهذا العام ارتبط به العديد من الظواهر غير العلمية مثل كوكب نيبيرو والأشعة الشمسية القاتلة وغيرها. جدير بالذكر أنه يمكن مشاهده نجم "منكب الجوزاء" بالعين المجردة ضمن كوكبة الجبار المشهورة عند العرب باسم الجوزاء، في سماء السعودية والمنطقة العربية حالياً عقب غروب الشمس في الأفق الجنوب الشرقي، وتبقى في السماء إلى ما بعد منتصف الليل.