قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: مكة والمدينة تهمنا قبل أي شيء في هذه البلاد، والحمد لله هذا ما هو جار فيها الآن، مبينا خلال استقباله ضيوف المؤتمر العالمي "الإسلام ومحاربة الإرهاب" ان السعودية تعتبر مسؤوليتها الكبرى هي المحافظة على بيت الله ومهجر رسول الله والمحافظة على أمن الحجاج والمعتمرين والزوار، وقال: السعودية والحمد لله مع الإسلام المعتدل، الإسلام الذي يتبع كتاب الله وسنة رسوله وخلفائه الراشدين. وتفصيلاً فقد استقبل خادم الحرمين في قصر اليمامة اليوم، ضيوف المؤتمر العالمي (الإسلام ومحاربة الإرهاب) الذي اختتم أعماله أمس في مكةالمكرمة.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع لتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة نوه خلالها بانعقاد المؤتمر وجهود الرابطة خلال انعقاده، مبرزا اهتمام المملكة وعنايتها ودعمها للرابطة، وكذلك اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بجمع كلمة المسلمين والعمل على صلاح حالهم.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة قال فيها " إن من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على المسلمين كافة، وعلى أبناء هذه البلاد خاصة قيام المملكة العربية السعودية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، طبق ملوكها الشريعة الإسلامية وخدموا الحرمين الشريفين ووقفوا مع المسلمين أينما كانوا وحرصوا كل الحرص على التعاون فيما من شأنه الأمن والاستقرار والحياة السعيدة لمختلف المجتمعات، وهذا نهج المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها والحمد لله، عمقه وقواه الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله واستمر أبناؤه على ذلك إلى أن توليتم حفظكم الله وقواكم قيادتها".
وأوضح أن مؤتمر الإسلام ومكافحة الإرهاب الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي كان من منطلق أن هذه الآفة خطيرة على العالم الإسلامي والعربي والعالم كله، وأن للمملكة جهوداً متميزة في مواجهة هذه الآفة، مشيراً إلى أنه بتوفيق الله ثم برعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر العالمي خرج بتوصيات متميزة ورسائل مختلفة موجهة لدول العالم كافة ومؤسساته المعنية تؤكد كلها أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية.
ثم ألقى المشير عبدالرحمن محمد سوار الذهب كلمة المشاركين في المؤتمر نوه خلالها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للمؤتمر وحثه للجميع بمواصلة الجهد للتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب، مشيراً إلى خروج المؤتمر بتوصيات ونتائج مستفيداً من سياسات المملكة في مكافحة الإرهاب.
وقال: إن الأمة الإسلامية تعاني أزمات حادة والمملكة بريادتها مؤهلة لأخذ الأمة الإسلامية إلى بر الأمان بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحرصه على عز الإسلام وصلاح المسلمين.
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين باستلام البيان الختامي للمؤتمر العالمي (الإسلام ومكافحة الإرهاب).
ثم تسلم -أيده الله- شهادة الدكتوراه الفخرية التي منحتها جامعة أوروبا الإسلامية في هولندا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - نظير جهوده في مكافحة الإرهاب.
كما تسلم الملك المفدى شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أوروبا الإسلامية في هولندا تقديراً لجهوده - حفظه الله - في خدمة الأقليات المسلمة.
بعد ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الكلمة التالية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرحب بكم في بلادكم بلاد المسلمين. والمملكة العربية السعودية تعتبر مسؤوليتها الكبرى هي المحافظة على بيت الله ومهجر رسول الله والمحافظة على أمن الحجاج والمعتمرين والزوار، وهذا الحمد لله ما هو حاصل الآن، وهذا من تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية والدولة التي نحن فيها، التي أنشأها الملك عبدالعزيز رحمه الله، وبعده أبناؤه وآخرهم الملك عبدالله رحمه الله حريصون جداً على أمن البلاد المقدسة وعلى راحة الحجاج والزوار والمعتمرين.
بلادكم المملكة العربية السعودية تنعم الحمد لله بالاطمئنان والأمن والرخاء نتيجة تطبيق كتاب الله وسنة رسوله، وأنتم كما تعلمون دستور المملكة كتاب الله وسنة رسوله وقامت هذه الدولة على أساس القاعدة الإسلامية تعرفونها كلكم أولى وثانية وثالثة، محمد بن سعود في الدولة الأولى، وتركي بن عبدالله في الدولة الثانية، وعبدالعزيز بن عبدالرحمن في الدولة الثالثة، وأبناؤه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، وسمينا الحمد لله بخادم الحرمين الشريفين أبناء الملك عبدالعزيز وهذا عز لنا ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لخدمة ديننا وعقيدتنا السمحة وأن يبعد عنا التعصب والتشدد الذي يسيء للإسلام، الإسلام دين الوسط، كما تعرفون، وعلينا أن نتبع ما ورد في كتاب الله وما جاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، يسروا ولا تنفروا، فيه ناس ينفّرون من الإسلام وهؤلاء يسيئون للإسلام، ونرجو من الله عز وجل أن يهديهم إلى رشدهم، ومؤتمر مثل مؤتمركم هذا، ففي الواقع، فيه فائدة إن شاء الله للمسلمين، وبلدكم المملكة العربية السعودية بلد الإسلام بلدكم في كل وقت وهي الحمد لله مع الإسلام المعتدل، الإسلام الذي يتبع كتاب الله وسنة رسوله وخلفائه الراشدين.
نسأل الله عز وجل لكم التوفيق، وأكرر أرحب بكم في بلادكم وقبلة العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية، وأقول لكم بكل صراحة مكة والمدينة تهمنا قبل أي شيء في هذه البلاد، والحمد لله هذا ما هو جار فيها الآن، ونسأل الله التوفيق للجميع إن شاء الله.