تعود أهمية محافظة بيشة إلى موقعها الفريد الذي يربطها بالمناطق: الوسطى والغربية والجنوبية، وتمركزها بين مناطق رئيسة، وبالتالي كانت فيما مضى ومنذ مئات السنين أهم نقطة ربط بين الحجاز ونجد شمالاً وبين جنوب الجزيرة العربية، حيث عُرف عن بيشة تاريخها التجاري وخطوطها المختلفة التي كانت مأوى للمسافرين من الشمال والجنوب. وتعد محافظة بيشة التي تحتل موقعاً إستراتيجياً مهماً على طرق التجارة القديمة من جنوب الجزيرة العربية إحدى محطات قوافل التجارة القادمة، وكان يمر بها أحد فروع الطريق التجاري الدولي الشهير المعروف بدرب البخور الذي كان يربط بين جنوب الجزيرة وشمالها من جهة، ويربطها بدول حوض البحر المتوسط من جهة أخرى.
درب البخور عُرف درب البخور في رحلات الأبحاث والتنقيب عن آثار جزيرة العرب، وأشغل هذا الطريق الكثير من الباحثين باعتباره شرياناً اقتصادياً، وعلامة حضارية تدل على القرون الميلادية الأولى في أرض شبه الجزيرة.
وأفاد عديد من الباحثين والعلماء أن سبب تسمية هذا الدرب بدرب البخور يعود إلى أن بضائع التجارة التي كانت تنتقل عبر هذا الطريق من جنوب الجزيرة العربية إلى مكة المكرّمة وبلاد الشام أو إلى نجد فالأحساء والبحرين كانت تتميّز بكميات البخور الكثيرة والفاخرة ذات الجودة المشهورة إبّان تلك العصور، ولا سيما أن بيشة قديماً كانت مركزاً تسويقياً فريداً لكل التجار القادمين من الشمال والشمال الشرقي حتى يصلوا إلى الجنوب، وتعود أيضاً أهمية بيشة التاريخية؛ كونها ممراً للحجاج والمعتمرين وزوّار بيت الله الحرام للقادمين من جنوب الجزيرة العربية.
جبل الصايرة كتب أبو المؤثر المنذري، قائلاً في جبل الصايرة الشهير في محافظة بيشة: "قد شمت صايرة في الأرض راسية في الجو عالية تعلو على السحب وفي شناخبها أسد مزمجرة تحمي العرين ودار العز والعرب أسود بيشة لا تخفى مآثرها تاريخها خط في الديوان والكتب". الدرع العربي وبيّن الشيخ عبدالرحمن بن محمد الصعيري، أن بيشة قديماً كانت مركزاً مهماً واستراتيجياً في مجال الطرق، وبالتالي فهي واحة خضراء تقع على الدرع العربي اشتهرت بأوديتها السحيقة والكبيرة وخصوبة أرضها وتقع بين الشمال والشرق والوسط والغرب وبالتالي حازت كل المزايا في الجانب الاقتصادي.
يعد طريق الرياض – الرين - بيشة من أهم العوامل التي دعمت قطاع التنمية في محافظة بيشة، ويسهم في تطوير آفاق الاستثمار ويربط المناطق الوسطى والشمالية والشرقية بالمنطقة الجنوبية ولا سيما أنه الطريق الإستراتيجي الوحيد الذي يربط دول الخليج العربي بالمنطقة الجنوبية.
وأكّد محافظ بيشة محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي، أن الطرق الرئيسة التي اعتمدتها الدولة في ميزانية السنوات الأربع الأخيرة كانت ذات تأثير إيجابي على تطور الجانب الاستثماري في محافظة بيشة، وربط المحافظة بخمس مناطق رئيسة ولا سيما أن اعتماد ازدواج طريق بيشة - خميس مشيط، واعتماد طريق بيشة - سبت العلايا، وإنهاء طريق بيشة - تثليث، والآن تقترب وزارة النقل من إنهاء طريق بيشة - الرين - الرياض.
وبيّن المتحمي، أن بلديات محافظة بيشة أيضاً أسهمت في دعم الطرق الداخلية وربطها بطريق الرياض - الرين – بيشة، وهي الآن تسعى في تطوير الطرق الرئيسة الداخلية الرابطة بالمراكز لتصبح محافظة بيشة شبكة خطوط رئيسة متكاملة داعمة للقطاع التنموي وبشكل فريد.
تطور مرحلي من جهته، أشار مدير فرع النقل والطرق في محافظة بيشة المهندس مبارك المطوع، إلى أن طريق بيشة - محافظة النماص من جهة الفرعاء تم تنفيذ مرحلته الثانية، كما أكملت الوزارة في ميزانيتها الأخيرة ازدواج طريق بيشة - خميس مشيط، وتقوم الآن بدراسة لازدواج طريق بيشة - سبت العلايا، مبيناً أن الوزارة تشرع في البدء بازدواج طريق بيشة - الرياض - الرين.
وكان أعضاء مجلس الغرفة التجارية الصناعية في محافظة بيشة من رجال الأعمال قد أشادوا بالتطور المرحلي لتنفيذ مشاريع الطرق، مؤكّدين أهمية تكامل منظومة مشاريع النقل في الميزانية القادمة، وذلك بدعم الجسور للأودية وربط الطرق النائية بمدينة بيشة.