تفاقمت قضية متدربي الدبلومات الصحية المحولين إلى هيئة الهلال الأحمر، بعدما حُرِموا المكافأة الشهرية مُنذ شهر صفر الماضي، ليعودوا لعالم البطالة للشهر الثالث على التوالي، وأُبلِغوا بأن قرارات تعيين بعضهم ستكون في شهر ذي الحجة القادم، حسب تصريحات، أدلى بها عديد من المتدربين. وناشد المتدربون عبر "سبق"، أن يتدخل المسؤولون في هيئة الهلال الأحمر لانتشال عديد من الأسر التي تشكو بطالة عائلها بعدما كان يتقاضى مكافأة شهرية تُعادل راتبًا أساسيًا في السلّم الوظيفي بالقطاعات الحكومية، وسط تنديداتهم بتطبيق الأمر الملكي السابق الذي أمر بتنفيذه الملك الراحل أبو متعب رحمه الله , القاضي بتعيين خريجي الدبلومات الصحية دون إعادتهم للبطالة عقب برامج تدريبية اجتازوها بنجاح.
وقالوا وفقًا لشكاويهم الخطّية ل"سبق": بعد عام وشهرين من التدريب والاختبارات الأسبوعية والشهرية سواءً الميدانية والنظرية، وكذلك الغربة التي فرضتها "الهيئة" بعدما حددت بأن تكون مدينة الرياض هي المختصة بالتدريب فقط دون غيرها من المدن، أثمرت أخيرًا باجتياز البرنامج التدريبي بكفاءة ونجاح ولله الحمد".
وأضافوا: "تفاجأنا بالتلاعب بالأوامر الملكية بعد تحويره إلى صخرة أعاقت طريق المتدربين, بعدما تم تقسيم التعيين على مرحلتين؛ الأولى تبدأ نهاية الشهر الهجري الحالي, بينما الأخيرة تظل بلا عمل ولا مكافأة حتى نهاية شهر ذي الحجة القادم".
وأكّد المتدربون في حديثهم أن الظلم حلّ بهم بعد أن عُبث بالبند الخامس من الأمر الملكي القاضي بإحلال الخريجين المؤهلين على الوظائف المشغولة بغير السعوديين وتتناسب مع تخصصنا أو تحوير وظائف إدارية لهذا الغرض؛ وهو ما لم يتم مع كل الأسف.
وعن آلية تقسيم وظائف المتدربين قال المتدرّب "ت.م": "ما حدث من تقسيم للوظائف فيه نوعٌ من الظلم؛ خصوصًا أننا نعول أسرًا، وعلينا مستلزمات بنكية وديون لا تحتمل التأخير, ومثل هذه القرارات العشوائية تُدخلنا في متاهات؛ بعدما نتعرّض لإيقاف الخدمات من جرّاء مطالبات البنوك بمستحقاتها الشهرية ما يُشكّل خطرًا وضررًا كبيرًا علينا".
وأضاف: "فترة التعيين الأولى والثانية تفصلها تسعة أشهر كاملة ما يعني أن أصحاب المرحلة الأخيرة سيكونون ضحية لعالم مؤلم من الحياة القاسية والشتات الأسري من جرّاء انقطاع الدخل الشهري وبطالة عائلها".
وتحدّث متدرّب آخر عن قصته قائلاً: "أعول أسرة، ووالدي يُعاني المرض وطريح الفراش، ولا يزيد دخلنا الشهري على 1900 ريال فقط، وتسبب انقطاع المكافأة الشهرية في إحداث ربكة ومشاكل أسرية لا نهاية لها، فضلاً عن تراكم الأقساط البنكية والبحث عن لقمة العيش في هذا التوقيت".
متسائلاً عن عدم استمرار المكافأة الشهرية في ظل ما اسماه بالتخبّط في القرارات وتأخير قرارات تعيينهم تسعة أشهر متتالية، ما أدّى أحيانًا لحرمانهم من المكرمة الملكية لموظفي وطلاب وطالبات الدولة.
كما قال أحدهم: "أُجبرنا على ترك أعمالنا في القطاع الخاص حتى نتفرّغ للتدريب، ما أدّى لخسارتنا لأعمالنا السابقة، وكذلك إعادتنا لرصيف البطالة مجددًا بلا رواتب ومكافآت شهرية، تسببت في دخولنا دوامة من المشاكل والمعاناة القاسية مع أسرنا وأطفالنا".
وأيضًا أفاد أحد المتدربين ل"سبق"، بأن أحد مسؤولي الهيئة قال لهم أثناء مراجعتهم لبحث القضية: "شوفوا لكم أي شركة مشوا أموركم فيها لحين شهر 12"، ما أدّى لزيادة استفزاز المتدربين.
وناشد "المتدربون" بإيصال أصواتهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان, ولرئيس الهيئة الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز, للنظر في إعادة صرف مكافأتهم حتى الموعد الرسمي لتعيينهم على وظائف تؤويهم, وانتشالهم مما اسموه ب"جحيم البطالة" ومشاكلهم الأسرية من جرّاء انقطاع المخصصات المالية والدخل الشهري لهم.
من جهة أخرى أكّد مصدرٌ في هيئة الهلال الأحمر ل"سبق" تعليقًا حول شكوى المتدربين قائلاً: "الأمر الملكي كان ينص على ثلاث نقاط مهمة وهي ما تم تطبيقها؛ وكانت تؤكد أن ما كان يجب على الجهات المحتضنة للخريجين هو تدريبهم وتأهيلهم فقط؛ ولا يُعد توظيفهم إلزاميًا".
وأضاف: "كذلك نصّت النقاط على أن الأمر الملكي يخص الخريجين العاطلين عن العمل وليس الموظفين في القطاعات الخاصة الذين يُرددون عبارات تركهم لأعمالهم السابقة وتحمّلهم ظروفًا قاسية من جرّاء ذلك".
وأردف "المصدر" أيضًا بقوله ل"سبق": "النقطة الأخيرة والأهم التي يجب أن تصل لكل مُتدرّب؛ هو أن الأمر الملكي كان ينص على أن الجهات يلزمها التعامل مع الخريجين من ناحية التأهيل فقط، وتستقطب من تراه مناسبًا وحسب حاجتها إلى ذلك, وليست مُلزمة بتوظيف الجميع".